دعا السفير الأوكراني في إسرائيل، يفغيني كورنيتشوك، أمس الإثنين إلى تعزيز التعاون بين كييف وتل أبيب لمواجهة التهديد المتزايد للطائرات المسيّرة الإيرانية، وذلك بعد الهجوم المميت الذي نفذه "حزب الله" على قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقرب من بنيمينا، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود من لواء غولاني وإصابة العشرات.

في مقابلة مع موقع ynet، قال كورنيتشوك: "لا أريد أن أقول 'لقد حذرتكم'، لكنني حذرتكم". أضاف أن أوكرانيا قد واجهت تهديدات مماثلة بالطائرات المسيّرة الإيرانية التي تُستخدم من قبل روسيا في الحرب الجارية، مشيراً إلى أنه سبق وأن عرض على إسرائيل التعاون في هذا المجال لمواجهة هذا الخطر.

في الهجوم الأخير، نجحت طائرة مسيّرة من طراز "صياّد 107" – التي تم تصنيعها في إيران – في ضرب قاعدة لواء غولاني، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح. الطائرة المسيّرة أطلقت من لبنان، واستطاعت تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية، رغم أن طائرات ومروحيات قتالية كانت قد تتبعتها لفترة وجيزة قبل أن تختفي من الرادار.

السفير كورنيتشوك أوضح أنه كان قد نقل في شباط 2023 بقايا طائرة مسيّرة إيرانية انفجرت في كييف إلى إسرائيل وعرضها على المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية. وأكد لهم حينها أن الخطر الذي تواجهه أوكرانيا من هذه الأسلحة هو نفسه الذي قد تواجهه إسرائيل قريباً. ومع ذلك، يشير السفير إلى أن إسرائيل لم تستجب بجدية لتحذيراته في ذلك الوقت.

وأضاف كورنيتشوك أن أوكرانيا، رغم نجاحاتها في اعتراض نسبة تتراوح بين 80% و90% من هجمات الطائرات المسيّرة الروسية خلال الستة أشهر الماضية، لا تزال تواجه صعوبة في التصدي الكامل لهذا التهديد. وأشار إلى أن التكنولوجيا المستخدمة في أوكرانيا تشمل وسائل إلكترونية وأخرى تعتمد على أنظمة اعتراض غير مكلفة مقارنة بالصواريخ الباهظة مثل صواريخ "باتريوت" التي تكلف مليون دولار، في حين تتراوح تكلفة إنتاج الطائرات المسيّرة بين 20 و25 ألف دولار فقط.

وفي ضوء هذه التحديات المشتركة، يعرض كورنيتشوك على إسرائيل مشاركة الخبرات الأوكرانية في مواجهة هذه الطائرات المسيّرة الإيرانية. وقال: "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، زاد مستوى التعاون بيننا، لكننا بحاجة إلى المزيد". وشدد على أهمية تبادل المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا من أجل تحسين القدرة على مواجهة الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.

وأشار السفير إلى أن كل من أوكرانيا وإسرائيل تواجهان "محور الشر" ذاته، حيث تلعب إيران دوراً مركزياً في دعم روسيا ووكلائها في النزاعات المختلفة. وأضاف: "لن أفاجأ إذا وجدتم صواريخ كورية شمالية في لبنان، فقد أرسلوا بالفعل ذخائر إلى روسيا".

كورنيتشوك اختتم بالقول: "لدينا فرصة كبيرة للتعاون، وأعتقد أن هذا التعاون سيجعلنا أقوى. نحن دول تقاتل من أجل وجودها، ولا خيار أمامنا سوى دعم بعضنا البعض".

كما أشار إلى أن نظام "الإنذار الأحمر" الذي زودت به إسرائيل أوكرانيا قد أنقذ أرواحًا، رغم أنه لا يعمل بنفس الفعالية كما في إسرائيل.