Beirut
10°
|
Homepage
هذا انا جورج نادر.. ثمن الكرامة والمناقبية العسكرية - الحلقة الحادية والعشرون
المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 29 آذار 2016 - 9:07

ليبانون ديبايت - الحلقة الحادية والعشرون من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر

لم تمرّ مسألة "فتح الطرقات" أمام المتظاهرين للوصول إلى ساحة الشهداء مرور الكرام ، فكانت "التشكيلات التأديبية" من فوج المغاوير إلى موقع راشيا. ولكن قبل صدورها رسمياً، إستدرك العميد الركن "فرنسوا الحاج " مدير العمليات الأمر، و"توسّط" كي يُستبدل موقع راشيا بمركزٍ آخر قريب جغرافياً إلى مكان السكن:
"شو هوي صلب المسيح ت تعملو فيه هيك؟ ع القليلي حطّوه بمطرح قريب ع بيتو..".

رئيس قسم الدروس في معسكر خدمة العلم كان المركز الجديد بِسعي العميد الحاج. لم أكترث "للعقوبة"، قناعاتي الوطنية دفعتني لأن أُنفِّذ الأوامر على طريقتي، فأنا لم أرتدِ البزّة العسكرية لأقمع اهلي وشعبي وأكُمّ أفواههم خدمةً لل " Marionette " التي تُنفِّذ أوامر اسيادها في عنجر، بل لحمايتهم والدفاع عنهم حتى الشهادة، هذه هي رسالة الجندية: حماية الأرض والشعب وليس حماية عملاء الإحتلال، ونحن لسنا جيش النظام، بل جيش الوطن كلّه.


لم أُطِل الإقامة في معسكر خدمة العلم، فإنتقلت إلى كلية القيادة والأركان، مدرّب عدّة مواد أساسية : تقدير الموقف، الدفاع والهجوم، لدورتي قائد كتيبة وأركان. أعطيت كل ما أملك من المعلومات والمعارف العسكرية، وبِتُّ أتوق إلى تطبيقها في الميدان.

حرب تمّوز 2006 ، لم يكن لي شرف قتال هذا العدو، ( لأنني كنت في كلية القيادة والأركان) عدوّ الأمة جمعاء، العدو الذي قتل وشرّد الالاف من ابناء شعبي، عدوّنا في الجغرافيا والتاريخ، عدونا في الممارسة والعقيدة، وعدوّنا في الدين، إذا سمحت لنفسي، أنا العسكري ان تكلّم بالدين. لم اشترك في القتال ، لكن رفاق السلاح لم يُقصِّروا في القيام بمهامهم: 52 شهيد سقطوا ومئات الجرحى، ولم يُخل مركز واحد بالرغم من التفوّق الهائل للعدو بالسلاح والعتاد والتكنولوجيا والعدد، لم تنحنِ بندقية الجيش لغطرسة العدو ولا بنادق المقاومين، فإنسحب مهزوماً، وذلك لأولِ مرة في تاريخه. وبالرغم من فداحة الخسائر البشرية والمادية، لم يستطع هذا العدو تحقيق أهدافه.

في بداية المعركة حدّد الهدف: إخلاء المناطق جنوب الليطاني من سكانها ( والهدف المموّه توطين الفلسطينيين مكانهم ) ، ثمّ تراجع لإقامة منطقة عازلة بشريط بعمق 8 كلم عن الحدود الدولية، ثم بسبب خسائره البشرية وإستحالة التقدّم، اعلن إنسحابه "محقٍّقاً" أهدافه، التي بالحقيقة لم يتحقّق منها شيء.

إنتشار الجيش جنوب الليطاني تطبيقاً للقرار الدُولي رقم 1701، حصل بسرعةِ وفعالية لم يتوقّعها المراقبون، خلال 48 ساعة، الجسور مدمّرة، الردميات والحفر تغطي الطرقات، البنى التحتية متضرّرة بشكل كبير، إنتشر أربع ألوية مشاة مؤللة ( الثامن والتاسع والحادي عشر والثاني عشر ) وتمركزت في البُقع المحدّدة لها مما أذهل العالم وقيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ( UNIFIL ) بالأخصّ.

خلال تلك الحرب، كنت أتردّد دائماً إلى مكتب مدير العمليات الرئيس الصديق العميد فرنسوا الحاج ، القائد الحكيم الشجاع الذي لم يبُت ليلةً واحدة خارج مكتبه طيلة 33 يوماً، مع أن منزله يبعد بضع مئات من الأمتار عن مكتبه.

"شوف يا جورج، بدّنا نحافظ ع الجيش لما بعد الحرب، وبالوقت زاتو بدّنا ندافع ضد العدو ولو ما عنّا الوسائل والقدرة ". وهكذا كان، واجه هذا الجيش، قاتل بشرف وبسالة، وبقي جاهزاً للإنتشار في الجنوب بالرغم من الأضرار الكبيرة التي لحِقت بالوطن.

قُبيل الحرب، وفي بداية العام 2006، ونتيجة الخلاف الحادّ حول سلاح "حزب الله ودوره" و"شرعية" المقاومة، عُقِدت طاولة الحوار بين الأحزاب والتيارات السياسية، وموضوع الحوار الوحيد : وضع استراتيجية دفاعية للدولة.

مقاربتان مختلفتان لموضوع الاستراتيجية الدفاعية:
مقاربة فريق 14 آذار القائلة بوجوب نزع سلاح حزب الله كونه "سلاح ميليشياوي" يقتضي تسليمه للجيش ومن ثم تُوضع استراتيجية دفاعية للدولة لا وجود فيها لسلاح المقاومة.
ومقاربة فريق 8 آذار التي تعتبر أن سلاح حزب الله "مقدّس" لا يجب المسّ به، ويقتضي وضع استراتيجية دفاعية للدولة يكون عمادها سلاح المقاومة.
مقاربتان تنقسمان في العمق على الرؤية والأهداف ولم تلتقيا على أي نقاط مشتركة (حتى الآن).

بعد نهاية الحرب، إزدادت حدّة المواجهة السياسية بين الفريقين (8 و 14 آذار) فإستقال فريق أساسي من الحكومة وأصبحت بنظر البعض غير شرعية وغير "ميثاقية"، بينما رآها الفريق الخصم، حكومة لبنان الشرعية متجاهلاً وجود رئيس الجمهورية الممدّدة ولايته.

وسط هذا الجو السياسي الملبّد، والإعتصام المفتوح لقوى 8 آذار في ساحة رياض الصلح، إندلعت بتاريخ 20 أيار 2007 ، معركة مخيّم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومنظّمة "فتح الإسلام" الإرهابية.

(في الحلقة المقبلة اندلاع معركة نهر البارد.)
في الاردن
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
معدّات... اختفت 9 من قصر بعبدا إلى مواقع التواصل: خاتم نجمة داوود يثير الغضب! (صورة) 5 "قبل أن يغادر موقعه"...الكشف عن كواليس عملية اغتيال نصر الله! 1
"تحرير الشام" تصعّد هجماتها... ونداء "عاجل" من أهالي البقاع الشمالي! 10 "تلتقط موجات الـ بيجر"... تفاصيل جديدة في قضية التجسس لصالح إسرائيل 6 الأحداث تتسارع على الحدود اللبنانية السورية... وتصعيد جديد! 2
"انفجار عبوة بقائد لحزب الله"... وتحذيرٌ لـ ادرعي! 11 "لا أخاف منه"... أورتاغوس بعد لقائها عون: حزب الله لن يكون في الحكومة (فيديو) 7 رواية إخراج "حزب الله" من الحكومة 3
"سيناريو التسونامي يُقلق اللبنانيين"... إليكم الحقيقة العلمية وراء المخاوف! 12 سيدة وقحة في قصر بعبدا 8 تكديس سلاح! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر