Beirut
10°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
هذا انا جورج نادر.. وجهاً لوجه مع فوج من الوحدات الخاصة السورية - الحلقة الثامنة عشر
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
17
آذار
2016
-
11:14
ليبانون ديبايت - الحلقة الثامنة عشر من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر
دورة الأركان ( 2000- 2001 ) كانت مفصليّة في حياتي العسكرية لما تتضمّنه من معارف عسكرية قيّمة، وتخوّل الضباط الخدمة في أركان الوحدات الكبرى المقاتلة وأركان القيادة، وكونها تُعطى في كلية الأركان، فإن التمارين التكتية التي تُنفّذ خلال الدورة، تحاكي الواقع العملاني لوحدات الجيش وللعدو الإسرائيلي.
كنّا حوالي 21 ضابط من الجيش اللبناني بالإضافة إلى ضباط من بلدان عربية مختلفة. نهلت المعارف الأكاديمية وحاولت جاهداً تطبيقها في الميدان، وكان ذلك في معركة نهر البارد.
الدورة تمتدّ لسنة كاملة، ويشعر متابعوها أنهم تلامذة الصفوف المدرسية، وكان أظرف المتدرّبين المقدم منير أبو زيد (من ضباط دورتي) الذي كان "يشيل الهمّ عن القلب" ويزرع البسمة الدائمة في الحياة الأكاديمية الرتيبة. صُنفت الثاني في الدورة وكان لي حقّ إختيار متابعة دورة أركان في كلية الجيوش المشتركة للدفاع، مدرسة الحرب في باريس فرنسا، لكن بعد التخرّج مباشرة من دورة الأركان ـ شُكّلت قائداً للكتيبة 24 التابعة للواء الثاني.
الكتيبة تتمركز في مطار القليعات، و "يشاركها" البقعة فوج من الوحدات الخاصة السورية، وقد "إعتاد" اللواء الثاني، أو هكذا "عوّده" قادته على إقامة نشاطات رياضية سنوية مع قوات الإحتلال السورية (يوم رياضي). آنذاك، وقعت حوادث 7 آب من العام 2001 ، وإزداد التضييق على المعارضين، فكنت أتلقّى الإتصالات من اصدقاء لي طالبين مساعدتهم على "إخراج" ابنائهم من المعتقل، وأين لي أن أتدخّل وأنا "المشموس" والذي لا كلمة له مع المخابرات أو مع ضباط الإحتلال.
إتصل بي أحد ضباط المخابرات في الأمن العسكري، وذلك في عيد الأضحى:
"جورج، رحت شي عيّدت الأشقّاء؟.. " عبارة "أشقّاء" كانت تعني الجيش السوري
"لأ، ليش بدي روح"
"بتعرف، كرمال العلاقات بين بعضنا"
"بس أنا مرق عيد الميلاد وعيد راس السني وما حدا منن عيّدني"
"ولو.. هيك بدنا نفكّر؟"
"اي هيك.. كيف بدي روح عيّد الضابط السوري.. وهوي ما عيّدني ، وأنا عيدي مرق بالأول؟"
نعم، هكذا كان البعض منّا، "نبيّض وجّنا" مع ضباط المخابرت السورية على حساب الكرامة الوطنية، يتمرمغ على أبواب ضباط المخابرات السورية للحصول على "وظيفة"، وما هي الوظيفة ؟ أليس لكل ضابط في الجيش وظيفة؟ وهل أن الضباط الذين يخدمون في وحدات القتال هم بلا "وظائف"؟
ما زاد في الطين بلّة، أن كلّفني قائد اللواء تنظيم "يوم رياضي مشترك"بين وحدات اللواء وقطع الفوج الخاص السوري. لم أجد أصعب من امرِ كهذا لأنفّذه بعد حوادث 7 آب ومنظر الشباب والشابات يُضربون "وتُمسّح الأرض بهم" أمام وزارة العدل، ودمعة اللواء "نديم لطيف" وهو يروي قصّة "توقيفه" على شاشات التلفزيون.
من المفترض أن يكون فوج وحدات خاصة يتمتّع باللياقة البدنية العالية ولا يقارن بلواء مشاة عادي كاللواء الثاني، لكنّني صمّمت على "هزيمة" هذا الفوج رياضياً ولكوني لا أستطيع "هزيمته" عسكرياً.
لا زلت أذكر نتائج ذلك "اليوم الرياضي". الألعاب المتبارى عليها أربعة: الركض 3200 متر، الركض السريع 100 متر، جولة المقاتل، وشدّ الحبل.
في مباريات الركض 3200 متر فاز فريق اللواء الثاني بحيث وصل الأول الملازم مطانيوس نصرالله والثاني النقيب مارون بو هلون والثالث ضابط سوري (رفض إستلام الميدالية البرونزية كونه هُزم من الضباط اللبنانيين).
في مباريات الركض السريع 100 متر فاز فريق اللواء الثاني ( لم أعد أذكر اسماء الفائزين ).
في جولة المقاتل فاز الفريق السوري، لأن الجولة المنشأة في محيط مطار القليعات مخصّصة للوحدات الخاصة السورية ومن تنفيذهم، ويتدرّبون عليها بشكل شبه يومي.
لعبة شدّ الحبل تُركت للنهاية، في أثناء توزيع الكؤوس وبحضور قادة الوحدات. إنتقيت الفريق من العسكريين ذوي الأجساد الضخمة والذين لا يمكن أخذ الحبل منهم، فلمّا نظر قائد الفوج السوري إليهم ادرك الخسارة سلفاً فصاح: "من وين جايبين هالمصارعين السومو يا أخي"؟
"هودي عسكر اللواء" أجبته، وإذا أ ردت التأكّد أعطيك بطاقاتهم.
أسرّ لي قائد اللواء الثاني:
- "عطيهن هاللعبي"
- "ليش سيدنا ما هيدي رياضاً"
- "بلا مشاكل مع السوريين عطيهن اللعبي منصير تنين بتنين"
أي إننا نربح لعبتين: الركض لمسافة 3200 متر والركض السريع لمسافة 100 متر ويربح الفريق السوري جولة المقاتل وشدّ الحبل.
عينا الضابط السوري عليّ وأحسّ بان قائد اللواء يطلب إلي التنازل في اللعبة، ولمّا لم يكن في اليد حيلة، إستبدلت العناصر العشرة للفريق ذوي الأجساد الضخمة بفريق من عسكريي اللواء الصغار القامة والقدرة الجسدية المحدودة ( Junior)، بحيث يستطيع عنصر واحد أن يجرّهم مع الحبل.
مهزلة؟ ومتى كان جنود الإحتلال يفهون بالروح الرياضية؟
أقام قائد اللواء غداءً في نادي ضباط قاعدة القليعات الجوية، إحتفاءً بنهاية "اليوم الرياضي الأخوي" وفي خلال المأدبة، أسرّ لي الجندي الذي يخدم المائدة، بعدما عرّفني عن نفسه أنه من قرية برقايل العكارية:
"سيدنا ، سمعت العقيد مفلح عم يقول للعميد قائد اللواء أنو أنت .... أخو ... والضابط الوحيد بعكار ما زرتو، بس ألله يوفقك ما تجيب سيرتي "
العقيد محمد مفلح ضابط المخابرات السورية في عكار والذي "إنشقّ" عن الجيش السوري خلال العام 2012 ثم قتل في حماه على ما أعتقد، وبقيت "زيارتي" له "غصّة" في قلبه الذي مات دون أن يحقّقها.
(في الحلقة المقبلة دورة الأركان في فرنسا .. الأفق الأكاديمي الواسع )
مواضيع ذات صلة
هذا انا جورج نادر.. الوطن بكامله تحت الإحتلال - الحلقة السابعة عشر
هذا انا جورج نادر.. 13 تشرين اليوم الاسود ولهؤلاء أدين بحياتي - الحلقة السادسة عشر
هذا انا جورج نادر.. لهذه الاسباب لم نربح حرب الالغاء فكان 13 تشرين الاسود - الحلقة الخامسة عشر
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا