كشفت تقارير صحفية إسرائيلية عن خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في لبنان صباح الأربعاء، بعد شهور من التصعيد العسكري بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، طلبت إسرائيل إنشاء "منطقة عازلة" في جنوب لبنان، تكون خالية من مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى أن تكون المنطقة خالية من السكان والجيش اللبناني.

ومع ذلك، وصف المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتين هذا الطلب بأنه "خيالي" و"غير قابل للتحقيق"، مشيرًا إلى أن تطبيقه يمس السيادة اللبنانية.

وفي حديثه للقناة 12 الإسرائيلية مساء الأربعاء، عقب سريان الاتفاق، أكد هوكشتين: "هناك أفكار خيالية، مثل إنشاء منطقة عازلة كما في المدن الفاضلة، لكن هذا لن يحدث أبدًا". وأضاف أن "إقامة منطقة عازلة تتطلب بقاء إسرائيل في لبنان كقوة احتلال، وهو أمر لا تقبله أي دولة ذات سيادة".

وأشار هوكشتين إلى أن إسرائيل، في حال فرضها منطقة عازلة، ستكون بمثابة "قوة احتلال"، موضحًا أن حتى وجود إسرائيل على بعد 2 أو 3 أو 5 كيلومترات داخل لبنان لن يكون حلاً فعّالًا في منع حزب الله من شن هجمات صاروخية على إسرائيل من مسافات أبعد.

من جهة أخرى، قال هوكشتين إن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا قد نجح في ضمان التزام حزب الله بالابتعاد إلى ما وراء نهر الليطاني ووقف إطلاق الصواريخ.

كما نص الاتفاق على نشر الجيش اللبناني في المناطق الجنوبية وعودة السكان إلى ديارهم تدريجيا. يُذكر أن نهر الليطاني يقع على بُعد نحو 30 كيلومترًا شمال الحدود بين إسرائيل ولبنان.

وفي سياق متصل، تعرض الاتفاق لانتقادات من بعض السياسيين الإسرائيليين. حيث أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، قلقه من أن غياب "منطقة عازلة مخطط لها" في لبنان سيمنح حزب الله فرصة لإعادة بناء بنيته التحتية على طول الحدود. وأضاف بينيت أن هذا الأمر قد يشكل نقطة انطلاق للحزب لتنفيذ هجمات صاروخية على إسرائيل، بل قد يصل إلى غزو مناطق من شمال إسرائيل.

ويعكس هذا الجدل بين الولايات المتحدة وإسرائيل التحديات الكبيرة التي يواجهها الاتفاق، في وقت حساس من التصعيد العسكري والتوترات السياسية في المنطقة.