كشفت قناة "القناة 12" الإسرائيلية عن وجود بنود سرية في الوثيقة الأميركية التي كانت العامل الرئيسي في تمهيد الطريق للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ فجر أمس الأربعاء، لوضع حد للمواجهة العسكرية المستمرة بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت القناة إن الوثيقة تتضمن بندًا خاصًا بشأن التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في التعامل مع الملف الإيراني، حيث أكدت أن تل أبيب تمكنت من إدخال واشنطن إلى لبنان كلاعب رئيسي في إدارة الوضع، وهو ما وصفه وزير إسرائيلي اطلع على الوثيقة بأنه "إنجاز كبير".
وأضافت القناة أن وثيقة أخرى تتعلق بمسؤولية الولايات المتحدة كـ "رئيس آلية الرقابة" في لبنان، حيث ستعمل واشنطن على توجيه القوات المسلحة اللبنانية لمنع أي انتهاكات وتقديم ردود فعالة عليها في إطار تنفيذ الاتفاق.
في وقت مبكر من صباح الأربعاء، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي حيز التنفيذ، بعد أشهر من التصعيد العسكري المتبادل، الذي تركز في الأساس حول دعم حزب الله لجبهة غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" الإسرائيلية.
وكان الاتفاق قد تم بوساطة أميركية، حيث قدمت الولايات المتحدة مقترحًا ينص على وقف الأعمال القتالية لمدة 60 يومًا، ما يضع حدًا للنزاع الذي استمر لأكثر من عام. هذه العملية العسكرية سميت من قبل حزب الله "معركة أولي البأس" ومن قبل إسرائيل "عملية السهام الشمالية".
الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن عن الاتفاق، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى وقف العمليات القتالية بشكل دائم، في حين وافق عليه مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وكذلك قيادة حزب الله، فيما رحبت به حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي.
وفي تقرير لرويترز، نقل مصدر لبناني مطلع على المفاوضات تفاصيل الاتفاق الذي أشرف عليه المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين. يتألف الاتفاق من خمس صفحات ويشمل 13 بندًا رئيسيًا، أبرزها:
"يبدأ وقف الأعمال القتالية في الساعة الرابعة فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024.
توقف إسرائيل جميع العمليات العسكرية ضد الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف المواقع المدنية والعسكرية، ومؤسسات الدولة اللبنانية، سواء برا أو بحرا أو جوا.
توقف جميع الجماعات المسلحة في لبنان، بما في ذلك حزب الله وحلفاؤه، عملياتهم ضد إسرائيل.
يبدأ الجيش الإسرائيلي الانسحاب التدريجي من جنوب لبنان، على أن يكتمل الانسحاب خلال 60 يومًا.
يبدأ عودة المدنيين النازحين من الجانبين إلى مناطقهم.
يتضمن الاتفاق نصوصًا تكفل حق لبنان وإسرائيل في الدفاع عن النفس.
ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 30 كيلومترًا عن الحدود الإسرائيلية.
ينشر الجيش اللبناني حوالي 5,000 جندي في جنوب الليطاني، مع تأمين 33 موقعًا على الحدود مع إسرائيل".
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد وسعت نطاق عدوانها على لبنان منذ 23 ايلول الماضي، ليشمل معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت عمليات غزو بري في جنوب لبنان.
ورد حزب الله على الهجمات الإسرائيلية بشكل يومي عبر إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية استهدفت المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية، إضافة إلى قصف مناطق وسط إسرائيل.
وأسفرت العمليات العسكرية المتبادلة عن سقوط نحو 3,800 قتيل، وأكثر من 15,000 جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفقًا للبيانات الرسمية اللبنانية.
يمثل اتفاق وقف إطلاق النار خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع في لبنان وإسرائيل، لكنه يظل اختبارًا حاسمًا للجهود الأميركية في المنطقة. النجاح في تنفيذ بنود الاتفاق سيتطلب التزام الأطراف المعنية وتجنب التصعيد، ما قد يشكل الأساس لمستقبل أكثر استقرارًا في المنطقة.
|