في إطار الحرب النفسية التي يعتمدها العدو الإسرائيلي، قامت وسائل إعلام إسرائيلية بنشر صورة لجنود إسرائيليين يقفون بجانب مبنى بلدية راميا في جنوب لبنان، وهي بلدة ملاصقة للجدار الحدودي، والدخول إليها لا يتعدى اجتياز الحدود بأمتار قليلة. هذه الخطوة تأتي في ظل تصعيد إعلامي وعسكري متزايد على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، حيث تحاول إسرائيل إظهار تواجدها الميداني في مناطق لبنانية قريبة من الحدود.

وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين الحاج حسن، في تصريحات لقناة "الميادين"، أن المقاومة قد بدأت فعليًا في إيلام الاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات نوعية، مشددًا على ضرورة التزام الحذر الشديد في مواجهة العدو الإسرائيلي، الذي وصفه بالغادر والذي لا يمكن الاطمئنان له، خاصة في ظل التوترات المتزايدة على الحدود. وأشار الحاج حسن إلى أن التطمينات الأميركية لا يمكن الوثوق بها، فيما يواصل رئيس البرلمان نبيه بري حراكًا سياسيًا لم يسفر حتى الآن عن نتائج واضحة.

في السياق ذاته، أوضح الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي أن القوات الإسرائيلية دفعت بالفرقة 210، المخصصة لحماية الحدود، إلى جبهة لبنان. ومع ذلك، أكد الفلاحي أن تأثير هذه القوات على أرض الميدان سيكون محدودًا، نظرًا لأنها مهيأة لمسك الأرض وتقديم الدعم وليس لخوض عمليات قتالية مباشرة. وأشار إلى أن الفرقة 91، المسؤولة عن حماية الحدود السورية واللبنانية، تواجه تحديات في سحب قواتها بسبب ضرورة تأمين الحدود مع سوريا، مما يجعل من الصعب تحريك أعداد كبيرة منها إلى جبهة لبنان.

وأضاف الفلاحي أن الجيش الإسرائيلي يستمر في الضغط على نقاط التماس من خلال القصف الجوي والمدفعي، إلا أنه لم يتمكن من التوغل داخل الأراضي اللبنانية حتى الآن. وأشار إلى أن وحدة "ايغوز"، التي تعرضت لخسائر كبيرة في بداية التوغل، ما زالت تعيد ترتيب أوضاعها بعد هذه الضربة.

ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يحاول إخفاء خسائره عن الرأي العام الداخلي، في حين يدرك قادة إسرائيل أن قدرات حزب الله تتفوق على قدرات المقاومة في قطاع غزة، مما يجعل المواجهة على الحدود اللبنانية أكثر تعقيدًا وخطورة.