"ليبانون ديبايت"

بعد طول انتظار، وصل أخيرًا أول منخفض جوي قوي إلى لبنان هذا العام، أطلقت عليه مصلحة الأرصاد الجوية اسم ACIL، حاملاً معه أمطارًا غزيرة، رياحًا عاتية، وانخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، ليعيد أجواء الشتاء الحقيقية بعد غياب طويل.

في هذا الإطار، أكّد الباحث والخبير في الأحوال الجوية وعلم المناخ، المهندس علي جابر، أن "لبنان والحوض الشرقي للمتوسط يتأثران بمنخفض جوي عالي الفعالية، يرتقي إلى عاصفة، مع هبات رياح تتجاوز 60 كلم/س، وانخفاض في قيم الضغط الجوي".

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، قال جابر: "بدأ تأثير العاصفة منذ صباح اليوم الأربعاء، حيث نشهد أمطارًا خفيفة، على أن تشتد اعتبارًا من فترة بعد الظهر، مصحوبة بنشاط ملحوظ في سرعة الرياح، مع برق ورعد، كما ستتساقط الثلوج على الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 1400 متر عن سطح البحر".

وشدّد على أن "ذروة الهطولات تبدأ عصر اليوم، حيث تصبح الأمطار غزيرة مع تساقط كثيف لحبات البرد، وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تدني مستوى تساقط الثلوج ليصل إلى 600 متر فجر يوم الخميس بشكل خفيف، مع تراكمات فوق 900 متر".

وأشار إلى أن "درجات الحرارة المتوقعة نهار غد الخميس ستصل إلى 11 درجة كحد أقصى على السواحل، وهي دون معدلاتها الموسمية". كما حذّر من "تشكل السيول على الطرقات، ومن تراكم الثلوج على الطرقات الجبلية يومي الأربعاء والخميس"، مؤكدًا أن "كمية الهطولات في هذا المنخفض تعتبر جيدة، لكنها غير كافية لتعويض النقص الكبير، إذ نحتاج إلى نحو 600 ملم إضافية للوصول إلى خط الأمان من ناحية مخزون المياه".

وأضاف: "الأمطار ستستمر يوم غد الخميس، مع تساقط للثلوج على المرتفعات التي تفوق 800 متر، وستبقى درجات الحرارة منخفضة رغم انحسار العاصفة عن لبنان صباح الجمعة، حيث تتحول الأجواء إلى غائمة مع بقاء احتمال تساقط الأمطار، وسط درجات حرارة متدنية".

وختم جابر بالقول: "يبدو أن شباط سيعيد للشتاء هيبته، فقد بدأت المربيعانيات خلاله، ومن المتوقع أن يتأثر لبنان بمنخفض جوي آخر بفعالية جيدة بعد يوم الاثنين القادم، وفق ما تُظهره الخرائط حتى الآن".