أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أجرى مكالمة هاتفية "جيدة جدًا" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استمرت لنحو ساعة. وتعد هذه المحادثة الأولى بين رئيسي البلدين بعد المشاداة التاريخية التي دارت بينهما في البيت الأبيض.

وتركزت المكالمة، وفق ما أوضحه ترامب على منصته "سوشيال ميديا"، على نتائج مكالمته السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن جهود وقف الحرب في أوكرانيا. وأوضح ترامب أن المناقشات كانت تهدف إلى تنسيق المواقف بين موسكو وكييف فيما يتعلق باحتياجاتهما ومتطلباتهما.

وأضاف ترامب أن وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز سيقدمان بيانًا رسميًا يتضمن تفاصيل النقاط التي تم بحثها خلال الاتصال، وسيتم نشره قريبًا.

وفي وقت لاحق، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز أنه أجرى محادثات مع مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بشأن الجهود الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأوضح أن الجانبين اتفقا على عقد اجتماع بين "الفرق الفنية" الأميركية والروسية في الرياض خلال الأيام المقبلة، بهدف التركيز على تنفيذ وتوسيع الهدنة الجزئية التي نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في "تأمينها من روسيا".

كما أصدر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز بيانًا مشتركًا أكدا فيه أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجريا، اليوم الأربعاء، محادثة هاتفية وصفاها بـ"الرائعة". وخلال المكالمة، شكر زيلينسكي ترامب على البداية المثمرة للتعاون بين الفريقين الأوكراني والأميركي في جدة يوم 11 آذار.

وأضاف البيان أن الاجتماع الذي جمع كبار المسؤولين من البلدين قد ساهم بشكل كبير في دفع عملية إنهاء الحرب.

وأوضح أن زيلينسكي شكر ترامب على الدعم الأميركي، خاصةً على صواريخ "جافلين" التي كانت الولايات المتحدة أول من قدمها، كما شكر ترامب على جهوده المبذولة لتحقيق السلام. واتفق الرئيسان على مواصلة التعاون بين أوكرانيا والولايات المتحدة لتحقيق نهاية حقيقية للحرب، وأن السلام الدائم يمكن أن يتحقق بقيادة ترامب.

وأشار البيان إلى أن ترامب أطلع زيلينسكي بشكل كامل على محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها، كما استعرض الرئيسان الوضع في كورسك واتفقا على تبادل المعلومات بشكل وثيق بين قيادات الدفاع في البلدين مع تطور الوضع في ساحة المعركة.

من جانب آخر، طلب زيلينسكي من ترامب توفير أنظمة دفاع جوي إضافية لحماية المدنيين في أوكرانيا، وعلى رأسها أنظمة صواريخ "باتريوت"، ووافق ترامب على العمل مع زيلينسكي لتوفير ما هو متاح، خاصة في أوروبا.

واتفق الرئيسان أيضًا على وقف جزئي لإطلاق النار في قطاع الطاقة، مع مواصلة فرق فنية الاجتماع في السعودية خلال الأيام المقبلة لمناقشة توسيع نطاق هذا الوقف ليشمل البحر الأسود تمهيدًا لوقف إطلاق نار كامل. واعتبر الرئيسان أن هذه الخطوة قد تكون البداية نحو إنهاء الحرب وضمان الأمن.

فيما يتعلق بالبنية التحتية، ناقش ترامب إمدادات الكهرباء ومحطات الطاقة النووية في أوكرانيا، وقال ترامب أن "الولايات المتحدة يمكن أن تقدم خبراتها في إدارة هذه المحطات"، مشيرًا إلى أن "الملكية الأميركية لهذه المحطات ستوفر أفضل حماية ودعم للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا".

كما شكر زيلينسكي ترامب على مواصلة معالجة القضايا الإنسانية، بما في ذلك تبادل أسرى الحرب، وأشاد بنجاح عملية التبادل الأخيرة. وأشار ترامب إلى الأطفال الأوكرانيين المفقودين أثناء الحرب، بما في ذلك المختطفين، ووعد بالعمل الوثيق مع كلا الطرفين لضمان عودة هؤلاء الأطفال إلى ديارهم.

واختتم البيان بأن الرئيسين اتفقا على ضرورة مواصلة جميع الأطراف الجهود لإنجاح وقف إطلاق النار، وأشاد الرئيسان بالعمل الإيجابي الذي قام به مستشاروهما وممثلوهما، خاصةً وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، والمبعوث الخاص كيلوج، وآخرين.

كما وجه الرئيسان فرقهما للمضي قدمًا في المسائل الفنية المتعلقة بتنفيذ وتوسيع نطاق وقف إطلاق النار الجزئي، مع تكليف مستشاريهما وممثليهما بمتابعة هذا العمل في أسرع وقت ممكن، وأكدا أنه في الاجتماعات المقبلة يمكن للفرق الاتفاق على جميع الجوانب الضرورية للتقدم نحو سلام وأمن دائمين.