"ليبانون ديبايت"

تزامن الأحداث على الساحل السوري مع الإعلان عن القبض على مجموعة داعشية في لبنان، ورغم أن الحدثين منفصلين، إلا أن ذلك عزز المخاوف لدى الشعب اللبناني من احتمال حصول انتكاسة أمنية أو ما يشبه الفتنة في لبنان. فما مدى جدية التهديدات للوضع الأمني؟

في هذا الإطار، يجزم وزير الداخلية الأسبق مروان شربل في حديث إلى "ليبانون ديبايت" بعدم وجود أي خطر من إقامة ما يسمى إمارات داعشية في لبنان. متسائلاً هل من شك أن المجموعات الداعشية أقوى من الجيش اللبناني والمخابرات والأجهزة الأمنية أو حتى من الشعب اللبناني الذي أصبح 90% منه متحسسًا لهذا الأمر وخطورته؟

ولا يعير لخروج بعض الأشخاص والمجموعات التي تتحدث بلغة داعشية أي اهتمام، لا سيما أن هذه الظاهرة موجودة في كل دول العالم ومنها أوروبا، لذلك لا يمكن أن يصبح لبنان من البيئات الحاضنة لداعش.

ويلفت إلى أن التطورات التي حصلت أمس في سوريا من اتفاق بين الحكومة السورية الجديدة و"قسد"، والذي يعتبره تعزيزًا للأمن هناك، لا سيما أن الاتفاق نص صراحة على محاربة الإرهاب.

لكنه يتوقف عند ما حصل في الساحل السوري والمجازر التي ارتكبت، فلا شك برأيه أن هناك أخطاء مميتة، ولكن الجميع يخطئ منذ 2011 إلى اليوم، فالكل ارتكب جرائم بحق الإنسانية، خاصة عندما تتحول الأمور إلى صراع طائفي مما يزيد من منسوب الإجرام أكثر.

ويؤكد على ثقته بالأجهزة الأمنية، لا سيما أنه واحد منهم، على حد تعبيره، وهو يطلع على ما تقوم به هذه الأجهزة والخلايا التي وضعوا يدهم عليها في ما يسمى بالأمن الاستباقي، موضحًا أن هناك ما لا تعلن عنه الأجهزة من إنجازات قامت بها في هذا الصدد.

ويشدد على أن التنسيق قائم دائمًا، ليس من اليوم فحسب، بل منذ عقود طويلة بين المخابرات اللبنانية والمخابرات في معظم الدول، وهو ما يساهم في الكشف عن الكثير من المخططات المشبوهة التي من شأنها أن تعكر الأمن في لبنان.

ولا يخفي شربل أن هناك جهودًا دولية للحفاظ على أمن لبنان، والمؤشر الأهم اليوم هو تعيين سفير للولايات المتحدة أصله من لبنان ورجل اقتصاد من الدرجة الأولى، وذلك يعني برأيه أن أميركا وضعت الوضع الأمني على حده بمعنى أنه غير معرض للانتكاسة الأمنية، وتسعى للعمل الاقتصادي، وهو مؤشر إيجابي جدًا.