"ليبانون ديبايت"

أعاد العدو الإسرائيلي أهل الجنوب يوم أمس، وبأقل من نصف ساعة، إلى أجواء الحرب التي شنها في ايلول الماضي، والتي دفعتهم إلى النزوح باتجاه مناطق أكثر أمانًا. ففي 26 غارة، لم تُفهم أسبابها سوى ادعاء العدو أن الهجمات طالت تحركات لحزب الله ومواقعًا له، في تجاهل تام لاتفاق وقف إطلاق النار. فأين اللجنة المشرفة على إطلاق النار؟ وهل ما جرى أمس يمهد لعودة الحرب؟

ويرى العميد المتقاعد بسام باسين في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن "هذه الغارات هي كغيرها من الغارات في كل مرة، حيث بين فترة وأخرى يقوم الإسرائيلي بشن سلسلة غارات على مناطق يعتقد أنه يتواجد فيها مراكز تعود للمقاومة، وبتخطي واضح لاتفاق وقف إطلاق النار ولآليات العمل الناتجة عنه"، معتبرًا أنه "من ضمن سياسة الإسرائيلي لكسر إرادة الشعب اللبناني الاستمرار بهذه الخروقات".

ويشرح شعور الجنوبيين أمس عند بدء الغارات ويقول: "لحظة شن الغارات شعر الأهالي وكأن الحرب بدأت من جديد، والبعض منهم قام بجمع أغراضه من أجل المغادرة".

أما عن كيفية صد هذه الخروقات من جانب الدولة اللبنانية، فيرى أنه "يتوجب على الدولة القيام باتصالات دبلوماسية عالية المستوى ووحدة الموقف اللبناني، ومن ثم التهديد بعدم وجود الاتفاق وإعطاء الشرعية للمقاومة من أجل تحرير الأرض وإعادة انتظام الأمور".

وعن احتمال أن يكون ما جرى أمس يلمح إلى عودة الحرب، يرجح "عدم العودة إلى الحرب على اعتبار أنه ليس هناك من طرف ثان يحارب، حيث لا الدولة ستحارب ولا الأمم المتحدة ستقف بوجهها، كما أن حزب الله سلم الأمر إلى الدولة، وما نراه هو حرب من طرف واحد وهو شبيه جدًا بما كان يحصل في غزة قبل 7 تشرين، حيث كان الإسرائيلي ساعة يشاء يقوم بتوغل وعمليات واعتداءات".

أما الأخطر برأيه اليوم، ما يجري التحضير له من حرب جديدة تخوضها إسرائيل على إيران، ومن هذا المنطلق يقوم العدو اليوم بتحييد كافة الأماكن التي يمكن أن تؤثر على إسرائيل في حال نشوب حرب واسعة. ويذكر في هذا الإطار، فيما يتعلق بإيران، ما أشار إليه وزير الحرب الإسرائيلي أنه "عام حرب مع إيران ومع أطراف أخرى من الممكن أن تكون غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان"، حيث في النتيجة، الإسرائيلي يود تصفية ما يسميها "التوابع الإيرانية" من أجل التصدي لإيران بشكل أكثر ارتياحًا.

ويشير هنا إلى أن "قدرته على النجاح تتوقف على قدرة الشعب الإيراني في لجم الأطماع الإسرائيلية وعلى قدرتهم على تفادي الحرب في حال كان هناك من مجال للتباحث الدبلوماسي، لكن في اعتقادي الحرب واقعة".

وعن احتمال أن تتحول إلى حرب إقليمية؟ يجيب: "لا أحد يعلم، ففي حال تم تحييد سوريا وتحييد لبنان والعراق الممسوك أصلاً، فليس هناك سوى إيران واليمن، وعندها لا تعود إقليمية، لأن هذه الأماكن هي التي يمكن أن تؤثر على إسرائيل في حال نشوب حرب واسعة".