"ليبانون ديبايت"

تعويل لبناني كبير على الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية، وما قد تحمله من إيجابيات في إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ومحيطه العربي، بما ينعكس على النهوض الاقتصادي وتدفّق الاستثمارات إلى البلاد.

في هذا الإطار، أكد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، أن زيارة رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، إلى المملكة العربية السعودية تحمل أهمية استثنائية، كونها الأولى له على الصعيد الخارجي.

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أوضح العريضي أن السعودية لعبت دورًا محوريًا في دعم الرئيس عون للوصول إلى قصر بعبدا، مشيرًا إلى الدور الفاعل الذي اضطلعت به اللجنة الخماسية، وزيارة الأمير يزيد بن فرحان، إلى جانب التحركات المكثفة للسفير السعودي في لبنان، وليد بخاري، الذي كان له تأثير بارز في هذا السياق.

وكشف العريضي عن ترتيبات جارية في قصر بعبدا بالتنسيق مع السفير السعودي، بهدف إعداد جدول أعمال الزيارة، مع التركيز على تفعيل الاتفاقات الـ 22 الموقعة بين بيروت والرياض، والتي لم تُنفّذ في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري بسبب الانقسامات السياسية آنذاك. واعتبر أن هذه الاتفاقات تشكّل ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار والدعم الاقتصادي والازدهار في لبنان، كونها شاملة على مختلف المستويات.

وفيما يتعلق بلقاءات الرئيس عون في السعودية، شدد على أن الاجتماع الأهم سيكون مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي سيؤكد دعم المملكة لأمن واستقرار لبنان، مع احتمال تقديم وديعة سعودية أو دعم اقتصادي واسع لإعادة الإعمار والنهوض بالبلاد. ولفت إلى أن أي خطوة سعودية في هذا الاتجاه ستنسحب على دول مجلس التعاون الخليجي، ما يعزز فرص الدعم العربي للبنان.

وأشار العريضي إلى أن السعودية لم تتخلَّ يومًا عن لبنان، حيث تشكل الداعم الأساسي له، سواء عبر التحويلات المالية التي تتجاوز 7 مليارات دولار من اللبنانيين في الخليج والنصف من هذه التحويلات، من المملكة العربية السعودية أو من خلال الاستثمارات السعودية المباشرة. وأضاف أن هناك احتمالًا لرفع الحظر عن الرعايا السعوديين الراغبين في زيارة لبنان، ما قد يؤدي إلى تدفق أكثر من 500 ألف سائح سعودي، الأمر الذي سينعش القطاع السياحي والاستثماري.

وعلى المستوى السياسي، أكد أن السعودية لطالما دعمت استقرار لبنان، بدءًا من الحرب الأهلية وصولًا إلى اتفاق الطائف، الذي كان ثمرة جهودها الدبلوماسية. وأوضح أن المملكة ستواصل دعمها لهذا الاتفاق باعتباره الضامن الأساسي للسلم الأهلي، مع الحرص على تطويره بما يخدم مصلحة لبنان.

وشدد العريضي على أن السعودية ستواصل لعب دورها الإقليمي والدولي لضمان استقرار لبنان، ودفع إسرائيل للانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، مع التأكيد على ضرورة قيام دولة مركزية قوية، بسلطة واحدة، وجيش واحد يمسك بزمام الأمن، بعيدًا عن أي ازدواجية في القرار العسكري.

وختم العريضي حديثه بالتأكيد على أن هذه الزيارة ستكون بمثابة "فاتحة خير" للبنان، وتمهّد لمرحلة جديدة من التغييرات الجذرية في المشهد السياسي والاقتصادي.