Beirut
18°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
"مفقود بارز" في بيت الوسط
محمد المدني
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
18
شباط
2025
-
7:01
"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
مختلفة هذه المرة الزيارات إلى بيت الوسط، في السنوات القليلة الماضية كانت "واجبات" و"اجتماعيات"، أمّا اليوم فهي زيارات سياسية بامتياز، يحضرها إلى جانب الحريري فريق عمله المؤلف من النائبة السابقة بهية الحريري والوزير السابق غطاس خوري ومستشاره هاني حمود، الذين سيتولون مهمة متابعة الملفات السياسية بعد سفر الحريري إلى الإمارات العربية المتحدة.
جميع الكتل السياسية حضرت إلى بيت الوسط والتقت سعد الحريري الذي لم يعد زاهداً بالحياة السياسية، بل عاد كزعيم سيحجز مكانه مجدداً في السلطة كمرجعيّة للطائفة السنّية التي تقلّص دورها السياسي بعد تعليق الحريري العمل السياسي، واليوم هناك تعويل على عودة هذا الدور إلى سابق عهده.
من "القوات اللبنانية" والكتائب و"المردة" والنواب المستقلين مسيحيين ومسلمين إلى الطاشناق والهانشاك مروراً بـ"الثنائي الشيعي" وصولاً إلى الحزب التقدمي الإشتراكي، شاركت جميع القوى السياسية بمشهدية الحريري وبيت الوسط، إلاّ جبران باسيل، فقد سُجّل اسمه غائباً وحيداً عن جدول مواعيد الحريري.
عاد الحريري لينسج علاقاته السياسية على الساحة الداخلية، محافظاً على علاقة ودّية مع "الثنائي الشيعي"، موطّداً علاقاته مع القوى المسيحية المؤيدة لعهد الرئيس جوزاف عون كحزب الكتائب و"المردة" و"اللقاء التشاوري المستقل"، كما فتح الحريري أبواب ترميم علاقته مع حلفائه السابقين، أي "القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الإشتراكي.
وحده جبران باسيل بقي خارج الإجماع الوطني على عودة الحريري للعمل السياسي، وذلك بسبب عدم رغبة الحريري في فتح قنوات التواصل مع باسيل ومن بقي معه في "التيار"، وذلك بعد كل التنكيل والإساءات التي فعلها باسيل به رغم كل التسهيلات التي قدّمها الحريري لعهد الرئيس ميشال عون منذ بدايته، ولغياب مصداقيته بعد انقلابه على التسوية الرئاسية، وصولاً الى قيام باسيل بـ"تهشيل" الحريري من الحياة السياسية بعد تكليفه الثالث في عهد عون تشكيل حكومة، بعد اعتذار السفير مصطفى أديب عن تشكيلها.
يعود الحريري اليوم وعينه على مستقبل لبنان، في نفسه حسرة على كل الفرص الضائعة سابقاً بحكم النكد السياسي وسياسات التعطيل لقوى 8 آذار و"التيار" التي أجهضت معظم طموحاته، ولكن أيضاً في نفسه بصيص أمل جرّاء كل التغييرات التي طرأت على لبنان والمنطقة، بأن الكثير سيحصل اليوم على صعيد الاصلاحات والإنجازات وإن عن يد غيره. ولأنه يقدّم دائماً مصلحة لبنان على مصلحته الشخصية كما برهن مراراً في السابق، وعلى سبيل المثال عندما استقال وحيداً على أثر الثورة سنة 2019، شارك الرئيسين عون وسلام بالنصائح المفيدة وشجّع الكتل النيابية على دعمهما في المسار الإصلاحي من جهة أخرى.
يعود الحريري وعينه على لبنان لكي يستفيد من الفرصة الكبيرة التي تتقدّم إليه اليوم، وفي قلبه شوق كبير للعودة النهائية إليه، وهو يعيد نسج شبكة أمان وطنية في الداخل تبدأ باستيعاب صادق للمكوّن الشيعي، في ما لو حسم أمره بالعودة النهائية إلى مشروع الدولة كما خاطبه في ذكرى 14 شباط من ساحة الشهداء، وتمرّ بإعادة وصل الخَيط المقطوع مع جنبلاط وصولاً إلى شركائه المسيحيين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية والكتل التي تدور في فلكه، فيما تبقى علاقته مع "القوات اللبنانية" تحت الإختبار خلال المرحلة المقبلة.
وحده جبران باسيل يحصد ما زرع من فرقة وإساءة، وإذا بعلاقته مع الحريري تذهب ولا تعود وفق معادلة الـ"one way ticket" التي يألفها تماماً باسيل وعمّه.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا