يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إلى السعودية في زيارة رسمية، وذلك بعد أيام من اجتماعه برئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقبيل اجتماعات مرتقبة بين مسؤولين أميركيين وروس في الرياض لمناقشة جهود إنهاء الحرب الأوكرانية.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية، سيرغي نيكيفوروف، أن زيلينسكي سيزور السعودية برفقة زوجته في إطار زيارة مخطط لها منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني لا يعتزم لقاء مسؤولين روس أو أميركيين خلال تواجده في المملكة.

وكان زيلينسكي قد أعلن الأسبوع الماضي عن نيته القيام بهذه الرحلة، دون أن يحدد موعدها.

تأتي زيارة زيلينسكي إلى السعودية بعدما أجرى محادثات في الإمارات، حيث التقى الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي، وناقش معه إعادة أوكرانيين محتجزين لدى روسيا، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وفي منشور عبر "تيليغرام"، أشاد زيلينسكي بدور الإمارات في الجهود الإنسانية، قائلًا إن "وساطة الإمارات أنقذت الكثير من الأرواح"، في إشارة إلى مساهمتها السابقة في عمليات تبادل أسرى بين موسكو وكييف.

تزامنًا مع زيارة زيلينسكي، تتواصل الجهود الدبلوماسية في الرياض، حيث وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى السعودية، قادمًا من إسرائيل، في زيارة تهدف إلى التحضير لاجتماع مرتقب بين مسؤولين أميركيين وروس لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتأتي هذه التحركات بعد مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، حيث وجّه ترامب كبار المسؤولين في إدارته لبدء مفاوضات فورية بشأن الحرب الأوكرانية، تنفيذًا لتعهداته الانتخابية بإنهاء الصراع المستمر منذ شباط 2022.

وأفادت مصادر بأن المحادثات قد تستغرق عدة أشهر قبل التوصل إلى اتفاق نهائي، لكن الجانبين اتفقا على أن الرياض ستكون "المكان المناسب" لاستضافة اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، إن بلاده "لا ترى سببًا" يستدعي مشاركة الأوروبيين في محادثات وقف إطلاق النار، متهمًا دول الاتحاد الأوروبي بالسعي إلى إطالة أمد الحرب.

وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو:"إذا كانوا سيجلسون على طاولة المفاوضات بهدف مواصلة الحرب، فلماذا ندعوهم إليها؟".

تعكس هذه التحركات المتسارعة تصاعد الجهود الدولية لإنهاء الحرب الأوكرانية، حيث تعمل واشنطن وموسكو على تهيئة الأجواء لمفاوضات مباشرة، في وقت تسعى فيه أوكرانيا لتعزيز دعم الدول الخليجية لدورها في أي تسوية سياسية محتملة.