"ليبانون ديبايت"

أكد مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان، وليد الكيلاني، في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم ببنود الاتفاقية الأخيرة المتعلقة بتبادل الأسرى، ما دفع المقاومة إلى اتخاذ قرار بوقف تسليم الأسرى، وذلك كوسيلة للضغط على الأطراف المعنية.

وأوضح الكيلاني أن "الاتفاقية التي أُبرمت لم تقتصر فقط على تبادل الأسرى، بل شملت بنودًا إنسانية تتعلق بإدخال المواد الغذائية والمساعدات الطبية، وإخراج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في الخارج، إضافة إلى تسهيل دخول المعدات اللازمة لرفع الأنقاض والخيام الجاهزة لإيواء المتضررين"، وأكد أن الاحتلال نفذ فقط 10% من التزاماته، في مخالفة واضحة لما تم التوقيع عليه.

وأشار الكيلاني إلى أن المقاومة، على عكس الاحتلال، التزمت بكافة تفاصيل الاتفاقية من حيث المواعيد والتوقيتات المتفق عليها. وأضاف: "كان من المفترض أن يتم بحث المرحلة الثانية من الاتفاقية في اليوم السادس من دخولها حيز التنفيذ، لكن الاحتلال لم يرسل وفدًا لمناقشة هذه التفاصيل حتى الآن، مما أدى إلى حالة من الجمود في تنفيذ بنود الاتفاق".

وفي سياق متصل، تطرق الكيلاني إلى رؤية الإدارة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب، للشرق الأوسط. وأكد أن ترامب لم يكن معنيًا بحل قضايا مثل غزة أو جنوب لبنان، بل ركز على استراتيجيات اقتصادية وصفقات تعيد تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحه. وقال: "ترامب نظر إلى غزة كموقع استراتيجي يحتوي على ثروات طبيعية، مثل الغاز الموجود قبالة ساحلها، والذي يمكن استخراجه بسهولة دون جهود كبيرة".

وشدد الكيلاني على أن المقاومة لن تتهاون في الضغط على الاحتلال لتنفيذ كافة بنود الاتفاقية، مؤكدًا أن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للمساومة أو التنازل، وأن الاتفاقيات الإنسانية يجب أن تُحترم بالكامل.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عرقلة تنفيذ بنود الاتفاقية المتعلقة بتبادل الأسرى، والتي نصّت على تسليم ثلاثة أسرى كل يوم سبت مقابل التزامات محددة من الجانب الإسرائيلي. وأوضح في رده على موضوع تسليم كافة الأسرى أنه "لا يمكن تجهيز الأسرى أو تحضيرهم بشكل آمن أو وضعهم في أماكن تضمن سلامتهم حتى تسليمهم وفق الاتفاق".

وأشار الكيلاني إلى أن القطاع يعاني من دمار واسع، مما جعل ظروف تطبيق الاتفاقية أكثر تعقيدًا، مشددًا على أن المقاومة تأخذ هذه الظروف بعين الاعتبار خلال تعاملها مع الملف. وأوضح أن "الأسرى في غزة موزعون في مواقع مختلفة بسبب الأوضاع الميدانية، وهذا يتطلب ترتيبات دقيقة لتأمينهم قبل تسليمهم".

وفيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية والأميركية، أكد الكيلاني أن الاحتلال استخدم خلال عدوانه على غزة جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك المحرمة دوليًا مثل الفسفور الأبيض، وبمساندة من الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، وبريطانيا، بالإضافة إلى كندا. ومع ذلك، فإن الاحتلال "لم يتمكن من تحقيق أهدافه رغم استخدامه كافة إمكانياته العسكرية البرية والبحرية والجوية على مدار 475 يومًا من العدوان".

وحول تصريحات الإدارة الأميركية السابقة، تساءل الكيلاني عما يمكن أن يفعله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تجاه غزة، مؤكدًا أن الاحتلال ومن خلفه الإدارة الأميركية لم يتركوا أي خيار عسكري أو سياسي دون تجربته. وقال: "لم يتبقَّ إلا أن يلجأوا إلى خيار القنبلة النووية لإبادة غزة بالكامل، وهو ما لم يُقدموا عليه حتى الآن".

أما فيما يتعلق بالتهديدات لدول الجوار لاستقبال الفلسطينيين، فيذكر أن الحرب المستمرة في غزة تتجاوز كونها صراعًا محليًا ضد الفلسطينيين، وتمثل تهديدًا أكبر سيمتد ليشمل المنطقة بأسرها، بما في ذلك دول مثل الأردن ومصر. وأضاف أن هناك محاولات لضغط سياسي على دول الجوار، بما في ذلك استدعاءات للقيادات.

وأوضح الكيلاني أن الاحتلال يعمل على تنفيذ خطة توسعية تهدف إلى تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، مؤكدًا أن "إسرائيل تسعى إلى توسيع مساحتها الصغيرة الحالية كما وصفها ترامب من خلال السيطرة التدريجية على غزة، ثم الانتقال إلى الضفة الغربية، ومنها إلى دول الجوار مثل الأردن، مصر، لبنان، وسوريا".

وفيما يتعلق بموقف الأردن ومصر، أكد الكيلاني أن هناك ضغوطًا كبيرة تمارس عليهما، مشيرًا إلى أن أي رفض قد يؤدي إلى منع المساعدات أو تصعيد سياسي واقتصادي. وقال: "لا أحد يستطيع أن يجاهر برفض مطلق، ولكن الأمور تجري خلف الكواليس ضمن ترتيبات معقدة".

واختتم الكيلاني تصريحاته محذرًا من أن استمرار الاحتلال في سياساته التوسعية، بدعم دولي، سيشعل النار في الشرق الأوسط بأكمله، ولن يكون الأمر مقتصرًا على فلسطين فقط.