"ليبانون ديبايت"

عشية انتهاء مهلة الـ60 يومًا للانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، أشار رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد المتقاعد هشام جابر، إلى أن "مجلس الكابينت الإسرائيلي سيجتمع اليوم الجمعة لبحث موضوع الانسحاب من لبنان".

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أضاف جابر: "نحن بانتظار ما سيصدر عن اجتماع الكابينت لحسم ما إذا كان الإسرائيلي سينسحب من الأراضي اللبنانية أم لا"، لافتًا إلى أن "مهلة الانسحاب تنتهي يوم الأحد المقبل، والإثنين سيكون يومًا آخرًا حاسمًا".

واستبعد جابر أن "توقف إسرائيل خروقاتها، ولكنها قد تخففها إلى حد ما. كما أنها لن تنسحب بشكل كامل، رغم تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الانسحاب الكامل، حيث شدد على ضرورة عدم تمديد مهلة الانسحاب، وأنه يجب احترامها كما تم الاتفاق عليها".

وأضاف: "إسرائيل قد تنسحب من القرى التي دمرتها بشكل تام، إلا أن هناك خمسة نقاط استراتيجية قد لا تنسحب منها، لا سيما تلّة العويضة في القطاع الشرقي، غربي الخيام وجنوبي مرجعيون، وتلّة الحمامص في القطاع الأوسط. هذان التلّان كان الجيش اللبناني يتمركز عليهما تاريخيًا، إذ يشرفان على فلسطين المحتلة، وعلى القطاعين الشرقي والأوسط".

وتابع: "يبقى هناك ثلاث نقاط استراتيجية بين مركبا وحولا وصولاً إلى عيتا الشعب، وهي نقاط مرتفعة سترفض إسرائيل الانسحاب منها على الأرجح، حيث ستتمسك بها عسكريًا".

وتطرّق جابر إلى بيان حزب الله الذي صدر مساء أمس الخميس، مشيرًا إلى أن "معطيات البيان تشير إلى أنه إذا بقيت إسرائيل في الأراضي اللبنانية، فإن حزب الله يحضر لمقاومة على غرار ما كان يحدث قبل عام 2000، وأعتقد أنه سيبدأ في ذلك في الأسبوع الأول إذا بقيت إسرائيل ضمن النقاط الخمس التي ذكرتها".

وشدد على أن "هذه المقاومة اليوم لا أحد يمكنه الاعتراض عليها، إذ أن حزب الله لن يقوم بقصف حيفا ويافا وتل أبيب، لذلك ستكون مقاومة شرعية ولن يعترض عليها أحد".

وفيما يتعلق بما ذكره الحزب في بيانه عن أن الدولة اللبنانية يجب أن تتحمل مسؤوليتها، أكد جابر أن "هذا الأمر يعد مقدمة لما قد يحدث في حال لم تقم الدولة اللبنانية بواجباتها الكاملة في مسألة انسحاب العدو من الأراضي اللبنانية، مما يعني أن المقاومة جاهزة وستعمل كما فعلت قبل عام 2000."

ودعا جابر، "الدولة اللبنانية ممثلةً برئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة الحالية نجيب ميقاتي، والرئيس المكلف نواف سلام، إلى استدعاء اللجنة الخماسية، وطلب تقرير مفصل عن الخروقات الإسرائيلية، وما إذا كان لبنان قد التزم أم لا، وما الذي لم يلتزم به. على أن يتم إشراك سفراء الدول الكبرى، ليقوم المسؤول اللبناني الأول بتبليغهم عن الوضع، ويؤكد أن لبنان قام بواجباته كاملة، لكن الجيش اللبناني لم يتمكن من الانتشار بسبب الوجود الإسرائيلي، مما حال دون عودة النازحين إلى منازلهم. بذلك، يتم رمي الكرة في ملعب هذه الدول الكبرى".

وتابع، "أعتقد أن هذه الدول الكبرى، وعلى رأسها أميركا وروسيا وفرنسا، جميعها ترغب في دعم العهد الجديد، لذا عليها أن تتصرف للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل الانسحاب الكامل".

وعن احتمال إصرار نتنياهو على البقاء، وما إذا كان هناك خوف من اندلاع الحرب مجددًا، جزم جابر بأن "ذلك لن يحدث، فالحرب لن تعود. اليوم ينشغل الإسرائيليون في الضفة الغربية، ولا مصلحة لهم في فتح جبهة جديدة في الجنوب. حتى أن الرئيس ترامب لا يريد الحرب، وبالتالي لن يكون إلى جانب نتنياهو في حال قرر إعادة الحرب كما كان الحال في عهد الرئيس جو بايدن".