Beirut
13°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
"بيروت تحت أنظار الرياض"... رسالة حاسمة في توقيت إستثنائي!
الجمعة
24
كانون الثاني
2025
-
16:34
"ليبانون ديبايت"
في زيارة تاريخية استغرقت يومًا واحدًا، وصل وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إلى العاصمة اللبنانية بيروت يوم أمس، حيث عقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، فما هي الدلالات التي حملتها هذه الزيارة؟ هل هي مجرد خطوة دبلوماسية روتينية أم أنها تحمل رسائل أعمق تعكس اهتمامات السعودية بمستقبل لبنان واستقراره؟
في هذا الصدد، يؤكّد الباحث د. خالد الحاج، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إلى لبنان ليست مجرّد حدث دبلوماسي بروتوكولي، بل هي خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز المشهد التقليدي للعلاقات الثنائية، فالزيارة جاءت في وقت حرج، يبدو فيه لبنان وكأنه يختبر خياراته السياسية ويعيد رسم دوره ضمن منظومة الإقليم العربي، لذلك، إن هذه الزيارة تمثل لحظة تأمل عميقة للقراءة في المعاني والدلالات التي حملتها، ليس فقط للبنان، بل أيضًا للسعودية ولدورها المتنامي في قيادة التحولات الإقليمية.
ويعتبر الحاج أن "ما جعل هذه الزيارة استثنائية هو توقيتها، إذ أتت في خضم ظروف داخلية معقدة يواجهها لبنان، من أزمة اقتصادية خانقة إلى تحديات سياسية وأمنية مستمرة، فضلاً عن الصراع على هوية لبنان ودوره في المحيط الإقليمي، فالسعودية اختارت أن تبعث برسالة واضحة في هذا الظرف الحرج، مفادها أن لبنان لن يُترك وحيدًا".
ويلفت إلى أن "الزيارة تعكس رؤية أوسع تتبناها المملكة، مفادها أن الأزمات ليست مبررًا للانكفاء، بل لحظة مناسبة لإعادة البناء، السعودية، التي تعيد رسم دورها كقائد للعالم العربي، تدرك أن استقرار لبنان يشكل أحد أركان التوازن الإقليمي".
ويشدّد على أن "أول وأهم الرسائل التي يمكن قراءتها من زيارة الأمير فيصل هي أن السعودية ترى في لبنان شريكًا استراتيجيًا ضمن مشروعها الإقليمي الأوسع، الذي يقوم على إعادة تأكيد الهوية العربية للمنطقة في وجه التحديات المتزايدة من قوى غير عربية تسعى إلى الهيمنة".
ويؤكّد، أن "زيارة الوزير السعودي إلى جميع الأطراف الرسمية اللبنانية، من رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، تُظهر التزامًا سعوديًا بالتعامل مع الدولة اللبنانية ككيان سيادي شامل، بغض النظر عن الانقسامات الداخلية، وهذا يعكس رغبة السعودية في إعادة بناء الدولة اللبنانية كمؤسسة جامعة لكل اللبنانيين، وهو ما يحمل رسالة ضمنية إلى الداخل اللبناني، بأن الرياض تدعم الاستقرار المؤسساتي، وليس الأطراف السياسية بعينها".
كما يرى الحاج في "هذه الزيارة موقفًا استراتيجيًا عميقًا، إذ تدرك الرياض أن استعادة لبنان لدوره العربي ليست مجرد قضية تخص بيروت فحسب، بل هي قضية تمس الأمن القومي العربي، فالسقوط في قبضة أي قوة غير عربية يعني فتح ثغرة خطيرة في جدار الأمن العربي، وهو ما تسعى المملكة لتفاديه من خلال تقديم الدعم السياسي والاقتصادي اللازم لبيروت".
ويُشدّد على أن "زيارة وزير الخارجية السعودي تأتي ضمن إطار السياسة السعودية الجديدة التي تعطي الأولوية للاستقرار والتنمية كأدوات لمواجهة التحديات". في حين أن السعودية اليوم تسعى إلى إنهاء النزاعات وإعادة بناء الدول العربية المتعثرة، كما هو الحال في اليمن وسوريا، ها هي تنقل هذه الرؤية إلى لبنان.
وفيما يتعلق بالمستقبل، يُشير الحاج إلى أن "هذه الرؤية ليست مجرد أداة لحل الأزمات الحالية، بل هي جزء من مشروع طويل الأمد لإعادة بناء النظام الإقليمي العربي على أسس جديدة من التكامل الاقتصادي والسياسي، ولبنان بطبيعته الجغرافية وتنوعه الثقافي، يمكن أن يكون نموذجًا لهذا المشروع، إذا ما تمكن من تحقيق الاستقرار الداخلي، وهو ما يتماشى مع رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030".
ورغم أهمية الرسائل التي حملتها الزيارة، إلّا أن الحاج يؤكد أن "نجاح هذه الزيارة يتوقف على مدى استجابة الداخل اللبناني لها فالمطلوب اليوم هو تجاوب اللبنانيين لتفعيل الدعم السعودي، خاصة أن السعودية في رسالتها أوضحت أن دعمها ليس بلا شروط، بل يشمل دعوة للبنان للالتزام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية لاستعادة الثقة داخليًا وخارجيًا".
ويقول: "لبنان اليوم أمام فرصة وتحدي في آن واحد، فزيارة وزير الخارجية السعودي ليست فقط دعمًا للبنان، بل هي أيضًا رسالة أمل بأن العرب، رغم كل التحديات، ما زالوا قادرين على إعادة بناء نظامهم الإقليمي. لبنان يقف على مفترق طرق، إما أن يستفيد من الدعم العربي بقيادة السعودية ويعيد بناء نفسه كدولة مستقلة وفاعلة في محيطها، أو أن يظل عالقًا في دوامة الأزمات والصراعات".
ويؤكد الحاج في النهاية إن "القرار في يد اللبنانيين، ولكن ما هو محسوم أن الرياض قد فتحت الباب أمام لبنان ليعود إلى قلب العروبة، لكن يبقى السؤال: هل سيعبر لبنان هذا الباب من خلال تشكيل حكومة إصلاحات؟".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا