أعلنت قوى المعارضة اللبنانية دعمها لقائد الجيش العماد جوزيف عون لمنصب رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أن هذا الدعم يأتي نتيجة التوافق الواسع الذي يحظى به المرشح، وهو الأوفر حظًا في المرحلة الراهنة. جاء هذا الموقف عقب انتهاء الاجتماع الموسع لقوى المعارضة، الذي عقد في معراب، بحضور عدد من الشخصيات السياسية البارزة مثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل، وعدد من النواب من مختلف القوى السياسية.

وتلا النائب فؤاد مخزومي بيانًا باسم قوى المعارضة عقب الاجتماع الذي استمر ساعة ونصف. وقال فيه: "منذ بداية الاستحقاق الرئاسي، كانت قوى المعارضة حريصة على انتخاب رئيس سيادي إصلاحي، يستعيد سيادة الدولة وهيبتها، ويطبق أحكام الدستور والطائف، ويُفعّل المؤسسات، ويعيد مكانة لبنان ودوره في محيطه العربي والدولي". وأضاف أن المعارضة تبنت خيار دعم العماد جوزيف عون، وذلك بعد سلسلة من المشاورات المكثفة التي هدفت إلى الوصول إلى مرشح يحظى بأوسع توافق ممكن، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء بناءً على تقييم دقيق للظروف الداخلية والدولية.

وأشار مخزومي إلى أن قوى المعارضة كانت قد انتقلت من دعم مرشحها الرئاسي النائب ميشال معوض إلى دعم جهاد أزعور، إلا أن التعطيل من بعض الأطراف السياسية حال دون التوصل إلى توافق حول هذا الأخير، ما أدى إلى استمرار الفراغ الرئاسي لأكثر من 18 شهرًا. وأكد أن المعارضة ستستمر في دعم العماد عون في كافة الجولات الانتخابية، مؤكداً أن هذا الخيار هو الوحيد المتاح في هذه المرحلة.

ودعا مخزومي النواب والكتل النيابية من جميع الاتجاهات إلى تحمل مسؤولياتهم في إعادة الأمل للبنانيين، مشددًا على أن العملية الانتخابية يجب أن تتم عبر التوافق حول انتخاب العماد عون لاستعادة الدولة وقرارها السيادي. وأوضح أن المعارضة تسعى إلى بناء لبنان بعيدًا عن حسابات الربح والخسارة، مع التأكيد على ضرورة احترام الدستور والإصلاحات الاقتصادية والمالية.

كما رد مخزومي على التسريبات التي تحدثت عن احتمال تصويت الثنائي الشيعي بورقة بيضاء، مؤكدًا أن قوى المعارضة ستصوت لمرشحها ولن تقبل بالاعتماد على أسلوب الإلغاء كما حصل في الجلسات السابقة. ورفض من جانبه الحديث عن خطط بديلة، مشيرًا إلى أن مرشحهم الوحيد هو جوزيف عون.

وحول التخوفات من ضمانات قد تُمنح للثنائي الشيعي، أكد مخزومي أن المعارضة تعمل على بناء بلد مستقر، بعيدًا عن حسابات التحالفات، متمنيًا أن تكون الجلسة المقبلة بداية لمرحلة جديدة في لبنان.

وأخيرًا، وعلى الرغم من أهمية انتخاب الرئيس، أكد مخزومي أنه لم يتم الاتفاق بعد على اسم رئيس الحكومة المقبل، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع سيُناقش بعد إتمام استحقاق الانتخابات الرئاسية.