Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
خط عسكري أميركي من بيروت إلى الشام
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
20
كانون الأول
2024
-
7:00
ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
فور سقوط النظام في سوريا وفرار بشار الأسد إلى روسيا، ومن ثم سيطرة قوى المعارضة المسلحة على الشام، وبدء العدو الإسرائيلي بتنفيذ خططه العسكرية، بما في ذلك الاستيلاء على أجزاء من الأراضي السورية وشنّ أكبر حملة جوية استهدفت تدمير قدرات الجيش السوري السابق وترسانته، كانت الولايات المتحدة الأميركية تستفيد من هذه الأحداث لتفتح خطاً أمنياً بين بيروت ودمشق، برعاية وتنسيق مع أنقرة، التي باتت ممرًا إلزاميًا لأي تحرك نحو دمشق.
تتحرك الولايات المتحدة تجاه سوريا تحت عنوان "البحث عن المفقودين الأميركيين"، وعلى رأسهم الصحافي الأميركي "أوستن تايس"، الذي اختفى في سوريا عام 2012 بعد دخوله البلاد خلسة لتغطية التظاهرات المعارضة للنظام. وقد وُجهت اتهامات للنظام السابق في سوريا باختطافه.
في إطار السعي لكشف مصير تايس وآخرين، دفعت واشنطن بأحد أبرز ناشطيها الأمنيين المستترين، اللبناني-الأميركي "نزار زكا"، المعتقل السابق في السجون الإيرانية، والذي يقود منظمة "هوستيدج إيد وورلد وايد" المتخصصة في حل قضايا المخطوفين والمساعدة على تحريرهم.
بحسب معلومات خاصة بـ"ليبانون ديبايت"، وصل زكا إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي مع سقوط النظام السوري قبل حوالي أسبوعين، وتوجه فورًا إلى مبنى السفارة الأميركية في عوكر، حيث تم تخصيص جناح له ضمن القسم المخصص لاستقبال المسؤولين الأميركيين. وقد تم الحفاظ على وجود زكا في بيروت بسرية تامة، بحيث لم يكن يعلم بوجوده إلا دائرة ضيقة من المسؤولين الرسميين اللبنانيين الذين أُبلغوا بالأمر دون الكشف عن طبيعة المهمة الأساسية التي جاء زكا لتنفيذها. إلا أن الخبر بدأ ينتشر بعد ملاحظة تحركات زكا في بيروت، مما دفعه إلى تفعيل نشاطه عبر صفحته الرسمية على موقع "فايسبوك"، قبل أن يتسرب خبر وجوده في المنطقة لدواعٍ تتعلق بالكشف عن مصير المفقودين.
وعُلم في هذا السياق أن زكا يحظى برعاية أمنية لبنانية رسمية، استنادًا إلى اتفاقيات التعاون الأمني بين لبنان والولايات المتحدة، وهي ذريعة تستند إليها الجهات التي تحاول فحص أسباب وجود زكا في لبنان، على الرغم من أن المهمة التي يقوم بها لا تحمل مصلحة لبنانية مباشرة، بل تنفذ أجندة أميركية بحتة. وتشير المعلومات إلى أن زكا يؤدي دورًا استخباراتيًا واضحًا في سوريا، بالتنسيق مع "هيئة تحرير الشام"، بدعم تركي ضمني لحراك الولايات المتحدة الأمني في المنطقة.
زكا، الذي ذاع صيته بعد اعتقاله في إيران بين عامي 2015 و2019 بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، ثم إطلاق سراحه في صفقة مركبة شارك في إنجازها مسؤولون لبنانيون على رأسهم الرئيس السابق ميشال عون، يؤدي اليوم مهام ذات طابع أمني واضح.
تشير المعلومات إلى أن زكا يغادر يوميًا مبنى السفارة الأميركية في عوكر بحماية أمنية أميركية ولبنانية، متوجهًا نحو الحدود اللبنانية-السورية، ومن هناك يتم نقله إلى داخل سوريا عبر سيارات محمية، حيث يمضي وقتًا معينًا ثم يعود إلى لبنان. ووفق مصادر سياسية في بيروت، فإن مهمة زكا الرئيسية تتمثل في محاولة اكتشاف مصير الصحافي الأميركي أوستن تايس، وهو ما يتطلب لقاءات يجريها في سوريا بتكليف مباشر من واشنطن.
المتابعون يرون أن زكا لا يتحرك فقط للبحث عن المخطوفين أو كشف مصيرهم، بل يقوم بأنشطة قد تشمل لقاءات مع مسؤولين في الإدارة السورية الجديدة والتنسيق في ملفات أمنية حساسة، خصوصًا تلك المتعلقة بالنظام السابق وما تركه من ملفات وأوراق مهمة باتت بحوزة الإدارة الحالية بعد سيطرتها على المؤسسات الرسمية والمقار الأمنية والعسكرية.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد ذكرت أن نزار زكا يقود جهودًا للعثور على الصحافي الأميركي أوستن تايس وتحريره، موضحة أنه يتواصل مع الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة "هيئة تحرير الشام"، ويعمل على تفتيش السجون التي تم تحرير نزلائها بحثًا عن خيوط قد توصله إلى الأميركي المفقود.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا