أشار الكاتب الصحافي كاي أرمين سرجوي إلى أن إيران تواجه وضعًا إقليميًا ومحليًا صعبًا في عام 2024، حيث تراجعت قوتها الإقليمية بشكل كبير بعد الهزائم الاستراتيجية في غزة ولبنان، وبالأخص في سوريا التي انهارت بشكل غير مسبوق.

وقال سرجوي، في مقاله بموقع مجلة "تايم" الأميركية، أن "الإطاحة بنظام بشار الأسد أجبرت إيران على إجلاء ضباطها من فيلق القدس، مما ترك فراغًا حرجًا في سوريا وأدى إلى إهدار استثمارات طهران الكبيرة التي بلغت 30 مليار دولار".

وأضاف أن إيران خسرت العديد من حلفائها في المنطقة، وتم تقليص ما يسمى "محور المقاومة" إلى منظمات عراقية صغيرة والحوثيين في اليمن، في الوقت ذاته، تفوقت إسرائيل على إيران في تبادل الضربات العسكرية، حيث نجحت إسرائيل في استهداف منشآت إيرانية هامة، بينما فشلت عمليات الانتقام الإيرانية في إلحاق أضرار كبيرة بإسرائيل.

من جهة أخرى، يعاني الاقتصاد الإيراني من أسوأ أزمة منذ الثورة الإيرانية عام 1979، بسبب العقوبات الأميركية التي شلت صناعة النفط الإيرانية، رغم امتلاكها ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم. ويعاني الإيرانيون من نقص في الغاز والكهرباء، كما انخفضت قيمة العملة الوطنية الريال بشكل حاد بنسبة 46% خلال العام الماضي، مما جعلها أضعف عملة في العالم، ويعيش 30% من الإيرانيين تحت خط الفقر، في حين يعاني 57% من سوء التغذية.

وعلى الصعيد الداخلي، يواجه النظام الإيراني تحديات كبيرة بعد الاحتجاجات التي اندلعت في عام 2022، إثر وفاة مهسا أميني، حيث اتسعت الاحتجاجات لتشمل أكثر من 200 مدينة وأسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص، ورغم محاولات النظام فرض قوانين أكثر صرامة، مثل مشروع قانون الحجاب، فإن هذه السياسات قد تزيد من الغضب الشعبي وتؤدي إلى انتفاضات جديدة.

وأشار سرجوي أيضًا إلى تراجع سلطات النظام الإيراني بسبب بعض الحوادث الأمنية المحرجة، مثل اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، وكذلك الحادث الغامض الذي أدى إلى وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وأوضح أن "هذه الهفوات تكشف عن ضعف أجهزة الأمن الإيرانية وتآكل ثقة الجمهور في النظام".

وفيما يخص القيادة الإيرانية، أشار إلى أن "المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يحكم منذ عام 1989، يعاني من تدهور حالته الصحية، مما يزيد من التكهنات حول مستقبله ويعزز أزمة الخلافة في النظام"، وأضاف أن "إيران اليوم تواجه مجموعة غير مسبوقة من التحديات تشمل الانهيار الاقتصادي، الاضطرابات المجتمعية، وتآكل الشرعية".

وفي الختام، خلص سرجوي إلى أن "مستقبل إيران في خطر كبير"، وبينما تتراجع قوتها الإقليمية وتضعف داخلها، فإن البلاد تواجه أزمة قد يصعب على النظام احتواؤها في ظل الاضطرابات الداخلية والتهديدات الخارجية.