"ليبانون ديبايت"- فادي عيد

ينقل وزير سابق زار واشنطن حديثاً، إنطباعات أميركية حول مشهد لبنان السياسي بعد وقف إطلاق النار، ويركِّز بشكل خاص على الإستحقاق الرئاسي، الذي يدخل اليوم في مدار "الزلزال السوري"، وسيتعرّض اعتباراً من الأيام المقبلة إلى ارتدادات قد ترتقي إلى مستوى زعزعة المعادلات الداخلية، ورسم معادلات جديدة على قاعدة أن ما كان سابقاً قد بات من التاريخ، وما سيكون لاحقاً ليس واضحاً بعد، وذلك انطلاقاً من الصورة التي تتشكل على الأرض السورية وفي ميدان حمص.

ويقارن الوزير السابق، بين أجواء العام 2016 والتسوية الرئاسية التي حصلت يومها، ليقول إنه لو انتظر لبنان وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العام 2016، لما كان تمّ انتخاب الرئيس ميشال عون، الذي حصل قبل خمسة أيام من انتخاب ترامب، ويسأل: هل يجب أن ينتظر لبنان اليوم دخول ترامب إلى السلطة مجدداً لانتخاب الرئيس العتيد؟
سؤال كبير يتمّ التداول به في الأروقة السياسية بعد كلام مستشار ترامب اللبناني الأصل مسعد بولس عن "تمديد الإنتظار لانتخاب رئيس الجمهورية"، ويعيد إلى الذاكرة حقبة العام 2016، خصوصاً وأن انتخاب عون أتى وسط مناخ من التفاهم الأميركي - الإيراني الذي أسّس له الرئيس باراك أوباما، الذي كان يعتبر أن التفاهم مع إيران وضمناً "حزب الله"، هو الأساس للإستقرار في المنطقة، حتى أن "الفيتو" السعودي عن انتخاب عون قد رُفع بطلب أميركي، وهو ما دفع الرئيس سعد الحريري إلى الإقتناع بأنه لا يمكن الإعتماد على واشنطن، ودفع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى الإعتبار أن مثل هذه "المعجزة" قد تتكرّر، وأن الكلمة ستكون لإيران.

أمّا اليوم، يقول الوزير السابق العائد من واشنطن، إن المطلوب هو انتخاب رئيسٍ للجمهورية بسرعة وقبل 11 يوماً من استلام ترامب السلطة، معتبراً أن موعد الجلسة الإنتخابية الرئاسية ليس عفوياً، وكذلك استعجال آموس هوكستين بالضغط لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار الذي حصل بغياب الرئيس.

إذاً، من الواضح أن هذا الجو يتبدّل في واشنطن بعدما كان أعطى فائضاً من الأمان لـ"الثنائي الشيعي" في لبنان، بحسب ما يقرّ الوزير السابق، الذي يرى في هذا التغيير سواء في واشنطن أو في المنطقة من البوابة السورية، تفسيراً لحديث بولس عن الإنتظار لشهرٍ أو شهرين قبل انتخاب الرئيس في لبنان، وذلك ربما لأن هناك من يريد حصول هذه العملية قبل جلاء صورة المتغيّرات في المنطقة، وانتخاب رئيس توافقي يمثل الماضي وليس المستقبل.

بات الكلام صعباً اليوم ومع كل هذه التغييرات، عن معادلات ثابتة في لبنان أو في المنطقة، خصوصاً وأن قرار انتخاب رئيس الجمهورية ليس محلياً فقط، وباعتراف اللبنانييين، بل هو نتيجة تقاطعات خارجية لم تتبلور بعد.