"ليبانون ديبايت"

ينشغل حزب الله في هذه المرحلة الدقيقة بالمعركة الكبرى مع إسرائيل، وهو لا يعبأ عادةً بكل ما يصدر من مواقف سياسية أو إعلامية، مما جعل الكثيرين يظنون أنه فقد التواصل مع القوى السياسية الأخرى. إلا أن الظروف الأمنية التي تحتم عليه إجراءات محددة وتقيد حرية الحركة لبعض قادته، جعلته يلزم موضوع التواصل مع كافة القوى وما يتعلق أيضًا بالمفاوضات إلى الرئيس نبيه بري.

فكيف هي العلاقة مع التيار الوطني الحر اليوم في ظل المواقف المتغيرة لرئيسه جبران باسيل؟ وهل انقطع التواصل مع الحزب التقدمي الاشتراكي؟

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، وفق معلوماته، أن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر ليست مقطوعة كما يوحي البعض، وقد عادت العلاقات بين الطرفين، إلا أنها لم تعد إلى سابق عهدها وطبيعتها. لكن هناك تواصل لم ينقطع.

وإذ يؤكد أن الحزب يتابع بدقة ما يصدر عن النائب باسيل بشقيه السلبي والإيجابي، فإنه يلتزم الصمت أمام أي موقف قد يستوجب الرد، من باب أنه لا يريد الدخول في سجالات في هذه المرحلة.

ويشدد على أن الهم الأساسي لدى الحزب في هذه المرحلة هو التركيز على الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة لمواجهة العدو الإسرائيلي.

وبحسب معلوماته، هناك مساعٍ لإعادة التواصل بين الطرفين، وهناك من يتابع التواصل بينهما سواء على المستوى السياسي أو النيابي.

أما فيما يتعلق بما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، إنه لم يعد هناك من يحاوره في حزب الله، فقد أوضح قصير أن الحاج وفيق صفا كان مكلفًا بالتواصل معه، ولكن بسبب الظروف الأمنية لم يعد الحاج وفيق صفا قادرًا على التواصل المباشر.

وبتقديره، هناك تواصل عن طريق الرئيس نبيه بري لأنه من يتولى اليوم التفاوض بشأن القضايا السياسية داخليًا، خاصة في ما يتعلق بوقف إطلاق النار. وطالما العلاقة بين جنبلاط والرئيس بري قائمة، فهذا أمر مفيد ويحقق المطلوب منه. إذ أنه بعد استشهاد السيد حسن نصر الله وما يواجهه حزب الله من تحديات، هناك حاجة لإعادة ترتيب العلاقات السياسية.

لكن في الوقت الحالي، الرئيس بري هو من يتابع التواصل مع الأستاذ وليد جنبلاط.