"ليبانون ديبايت"

في مؤتمر صحفي عقده اليوم في معراب تحت عنوان "دفاعاً عن لبنان"، والذي استمر لمدة عشر دقائق، لم يذكر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، كلمة "إسرائيل" ولو مرة واحدة، ولم يُدِن الاعتداءات الهمجية المتكررة التي تقوم بها إسرائيل، والتي أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 2000 شهيد وتشريد مليون ومئتي ألف لبناني، بالإضافة إلى شل الاقتصاد وتعميق جراح لبنان.

بدلاً من التطرق إلى الاعتداءات الإسرائيلية، ركز جعجع في كلمته على القرارات الدولية التي وصفها البعض بأنها امتداد للمعركة العسكرية الإسرائيلية، لكن بواجهة سياسية هذه المرة. كما قدّم شروطاً لانتخاب رئيس للجمهورية وُصفت بأنها "استسلامية" لطرف رئيسي في البلد. ويبدو أن جعجع لم يتعظ من تجربة عام 1982، بل يسعى إلى تكرارها عبر محاولة انتخاب رئيس بدعم من القوى الخارجية، هذه المرة على ظهر الطائرات الإسرائيلية.

ورغم الأهمية التي أولاها جعجع للمؤتمر، الذي وُصف بـ"لقاء وطني جامع" تحت عنوان "دفاعاً عن لبنان"، إلا أن الحضور كان هزيلاً بشكل لافت، حيث غاب التمثيل الشيعي والدرزي تماماً، فيما اقتصر التمثيل السني على النائب أشرف ريفي. أما الحضور المسيحي، فتمثل بممثلين عن قوى وأحزاب مسيحية بشكل شكلي فقط، مما أضعف الرسالة التي سعى جعجع إلى إيصالها في هذا الظرف الحساس.

في كلمته، شبّه جعجع لبنان بسفينة غارقة بلا قيادة، مشيراً إلى أن الشعب اللبناني يعاني من تداعيات الحرب التي تصاعدت خلال الشهر الماضي، ما تسبب في تشريد أكثر من مليون لبناني وتدمير الاقتصاد.

جعجع شدد على ضرورة استعادة الدولة اللبنانية من خلال بناء مؤسسات عادلة ومستقلة، مؤكداً أن الحلول النصفية السابقة لم تؤدِّ إلا إلى مزيد من الانهيارات والحروب. ودعا إلى وقف إطلاق النار كأولى خطوات الخروج من الأزمة، يليها انتخاب رئيس جديد يتعهد بتطبيق القرارات الدولية، لا سيما 1559 و1701، وإعادة السلطة الأمنية والسياسية للدولة.

انتقد جعجع المنظومة الحاكمة لفشلها في إدارة الأزمات، مشيراً إلى فقدان المجتمعين الدولي والعربي الثقة بها. واعتبر أن التراخي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار، داعياً إلى العمل على إنقاذ لبنان بحلول سياسية ودبلوماسية.

في الختام، تعهد جعجع بخوض المعارك السياسية السلمية لإنقاذ لبنان وإعادة بناء دولة عادلة وقادرة تضمن الحياة الكريمة لجميع مواطنيها.