Beirut
27°
|
Homepage
بريطانيا تتذاكى مجدداً... "إضربوا وانسحبوا"
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 05 آب 2024 - 7:02

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

بموازاة التحضيرات لتنفيذ ضربات عسكرية رداً على عمليتي اغتيال القياديين اسماعيل هنية وفؤاد شكر في طهران والضاحية الجنوبية لبيروت، ثمة خط ديبلوماسي نشط لا يقل أهمية، تولى نقل تحذيرات إقليمية لبعض الدول المجاورة لحضّها على التزام الحياد وعدم التورّط في أي فعل عسكري دفاعي مؤازر لـ"إسرائيل". بموازاة ذلك، إنصرفت الأنظار نحو الساعات الفاصلة عن يوم الثلاثاء المقبل، موعد خطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى إحياء أسبوع الشهيد شكر، وإذا ما كان الرد سيسبق الكلمة أو يتخلّلها، مع ما يعنيه ذلك من تولّي "السيد" فرض السقوف أمام أي تجاوز محتمل للعدو.

نشاط يسبق الضربة


خلال الساعات الماضية قامت إيران بشكل رسمي بالتواصل مع دول معينة، من بينها بعض الدول الخليجية، بالإضافة إلى مصر والأردن. فُهم من الرسائل الإيرانية أنها تحضّ هذه الدول على عدم السماح باستخدام أراضيها لـ "إسناد إسرائيل" من خلال الإشتراك في اعتراض الصواريخ أو إسقاط المسيّرات، مع تأكيدات الجانب الإيراني بأن قرار الرد "حُسم". من جانبهم، بعث اليمينون برسائل واضحة في الشقّ المتعلق في ردهم على غارات "الحديدة"، بأنهم لن يتسامحوا مع أي محاولة لتوفير مساعدة لمؤازرة إسرائيل في موضوع التصدي. في المقابل، حضر نشاط لافت في طهران بين فصائل المقاومة المتحالفة. إذ توفرت معلومات، عن حصول اجتماعات تنسيقية بين الأطراف المنضوية في مشروع "الإسناد" لقطاع غزة.
ما هو محسوم، أن احتمالات التوصل إلى صفقة أو وقف لإطلاق النار قد سقطت. فمحور المقاومة يتحضّر للرد ويتجهّز لما بعده، ويعتبر أن اغتيال هنية كمحاور أساسي مثل اغتيال لمسار التفاوض في هذه المرحلة، وبنيامين نتنياهو أظهر عدم رغبته بالإستجابة لصفقة حالياً بدليل جدول أعمال وفده الموجود في القاهرة.

الحزب يقفل الخطوط

في الشقّ اللبناني بات محسوماً أن "حزب الله" سيقوم بالرد على اغتيال "السيد محسن" واستهداف الضاحية وسقوط مدنيين. ما استُجد ارتبط باتصالات ضمن مستويات معينة تهدف إلى استقاء المعلومات حول حدود وطبيعة هذا الرد.

نقل الأجواء من جهات محلية لم يترافق وتقديم أجوبة واضحة حول أسئلة تمّ طرحها، علماً أن الحزب، على ما تمّ تأكيده، قطع خيوط التواصل حول أي أمر مرتبط بالرد.
على المقلب الثاني، أعادت المقاومة تفعيل عمليات "الإسناد" إنطلاقاً من الجنوب، بموازاة فتح ملفٍ آخر على صلة بالإعتداءات المباشرة على لبنان، من ضمنها الإغتيال في حارة حريك الذي وضعه الحزب في مقام العدوان الواضح الذي سبق وحذّر منه.

من المرجح أن هذا الملف سيبقى مفتوحاً وغير مقتصر على الرد الحالي، ربطاً بتهديدات بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن أي رد من جانب الحزب (أو حلفائه) سيواجه بمثله. بهذا المعنى يصبح الملف مفتوحاً على استقبال احتمالات ردٍ سوف يجري التعامل مع كل ضربة محتملة على حِدة وفق تصنيف خاص، وإن الرد عليها سوف يأتي تحت عنوان "رداً على الإعتداء على لبنان" وليس إسناداً لغزة، ما يحتمل أن يأخذ الأمور صوب ضربة في مقابل ضربة.

نتنياهو يخلف هوكشتين!

ما رمى إليه بنيامين نتنياهو من اغتيال قيادي كبير في المقاومة، يتجاوز، في العمق، فكرة الإرتقاء في الجبهة الشمالية أو توظيف أدبيات قتال مختلفة تصلح لإدخال تعديلات عليها، إنما يرمي، على المدى البعيد، لتحقيق مطلب له ولمستوطنيه كانت الولايات المتحدة (عبر عاموس هوكشتين) وبعض الدول الغربية وعدت بتحقيقه وفشلت طيلة 10 أشهر، المتمثل في تراجع الحزب عن الحدود مسافة معينة. ما يقوله نتنياهو، بأنه سوف يتولى تحقيق هذا المطلب بنفسه عبر جيشه بعد حين. لكن أي ارتقاء وفق هذا المفهوم، يشترط لحصوله عملاً عسكرياً برياً، لا يبدو من جنرالات الجيش أنهم قادرون على التزام تحقيقه.

تفعيل منظومة "الثأر"

أعطى الحزب مؤشرات إلى ما هو مقبل إليه وأنه ذاهب باتجاه تفعيل مقتضيات الثأر. لذلك تقصّد تصميم خلفية خطاب السيد نصرالله باللون الأحمر، كما أذن الحزب (عن غير عادة) برفع راياته الحمراء القديمة المستقاة من زمن "الإستشهاديين"، وأعاد إحياء أناشيد تحاكي رغبات كان تجاوزها بعامل الزمن.
في ما بعد، قرن توجهه بخطوات مدروسة وواضحة، أغلق فيها الأبواب على أي تواصل سياسي معه، وأبلغ أن الوقت الحالي ليس صالحاً للديبلوماسية، وأنه غير مستعد للحوار أو للنقاش، بل ذهب إلى إعطاء مؤشرات ميدانية فهمها العدو جيداً. في المقابل نبّه الحزب، قبل يومين، المحيطين به إلى ضرورة عدم المبالغة في التقديرات، قاصداً ضبط الخطاب وعدم إسداء "خدمات مجانية".

البلاغ الأخير!

على المقلب الرسمي اللبناني، ما هدأ المبعوثون، باستثناء الأميركي عاموس هوكشتين الذي لم يُرصد له أي حضور منذ نفذت إسرائيل عملية الإغتيال في الضاحية بشكل تجاوز ما ادعى وضعه من خطوط أمامها أو فرض تحييد مدن مثل بيروت.

جولة الوفد البريطاني الذي زار بيروت الخميس الماضي المكوّن من وزيري الخارجية والدفاع دايفيد لامي وجون هيلي، اعتُبرت أساسية لناحية ما حملته من أفكار، ولجهة تزامنها وحصول الإغتيال الإسرائيلي في كل من الضاحية وطهران ودخول تهديدات الحزب وحلفائه موضع التحضير. فصحيح أن العاملين الأمني والعسكري والرغبة في استطلاع إطار المواجهة في حال توسّع الحرب طغيا على مهمة الوفد، لكن أيضاً رصدت "علامات سياسية" أبقيت بعيدة عن متناول الإعلام.

ما فُهم، أن الوفد حمل مؤشرات إلى وجود احتمالات مرتفعة لانفلات الأمور وذهابها إلى حرب واسعة. لذلك طلب ممن التقاهم إبلاغ الحزب إلتزام الرد المحدود، في المقابل يعمل الوفد على تهيئة الظروف لإحياء فكرة قديمة جديدة تتمثل في سحب الحزب أسلحته الثقيلة إلى ما وراء الليطاني من ضمن صيغة تتزامن والبدء في حلول على مستوى الملفات اللبنانية من موضوع الحدود البرية إلى رئاسة الجمهورية..الخ، على أن تشكل لندن الضامنة لأي صيغة، في وقتٍ قال مصدر آخر إنهم أجروا تغييرات على كامل رؤيتهم السابقة وتجاوزوا "مرحلياً" مقترحات سبق لهم أن سوّقوا لها.

عملياً كان الحزب يرد على سائليه على كافة المستويات أنه ليس في وارد النقاش في ظل تحضيره للرد.

غادر الوفد البريطاني، وبعد ساعات صدرت عن الخارجية البريطانية "دعوة أخيرة" إلى الرعايا البريطانيين لمغادرة بيروت، ومن بعدها كرّت سبحة "الدعوات" تلك، وتخيير الرعايا بين "المغادرة أو تحمل مسؤولية قراراتهم". بالتزامن بادرت السويد إلى إغلاق سفارتها ونقلها إلى قبرص، فيما تدخلت السفارة الفرنسية شخصياً من خلال إجراء إتصالات هاتفية مع "رعاياها" في بيروت لإجبارهم على المغادرة فوراً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منعاً لأي "تواطؤ"... نداء "عاجل" إلى كل لبناني "متضرّر"! 9 حصيلة إصابات الغارة الإسرائيلية على خربة سلم إلى إرتفاع! 5 بعد توقيف سلامة... بري يعلّق للمرة الاولى 1
ثقة كاملة 10 فيديو يوثق لحظة وصول رياض سلامة إلى قصر العدل 6 على طريق فتقا... خسر خطيبته في حادث سير 2
أين كان ميقاتي عندما أوقف سلامة؟ 11 ميقاتي يحدد موعد عطلة عيد المولد النبويّ الشريف 7 صعقة كهربائية... أنهت حياتها! 3
دولة ضمن دولة في البقاع الغربي! 12 بعد "انقلاب سيارته"... قتيل في بعبدا (فيديو) 8 "كلّن رح يتجرجروا للمحاكم"... نائب يتوعّد! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر