Beirut
14°
|
Homepage
وفود تطلب من الشرع التدخل في لبنان
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 15 كانون الثاني 2025 - 7:02

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

"إستعراض سياسي" نفذه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أمام الوفد اللبناني السياسي – الأمني الذي زاره في دمشق، يوم السبت الماضي، برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعضوية قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، تلبيةً لدعوة سورية رسمية، إذ حاول الشرع إبراز قدراته أمام الوفد اللبناني، بشأن السيطرة على سوريا ووضعها على سكة الإنتظام خلال وقت قصير من استلامه الحكم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، كأنه يتغنّى أمام اللبنانيين بقدراته على الحسم السريع مقابل عجز لبناني عن إدارة شؤونهم الداخلية.

أظهر الشرع أمام أعضاء الوفد اللبناني قدرةً كبيرة على النقاش وحاول تقديم خلفيته الثقافية على تلك الدينية. وقد بدا واضحاً أن الشرع في نسخته الجديدة "الإخوانية" المطوّرة ذات النموذج التركي عن نسخة أمير تنظيم القاعدة السابقة، درس عميقاً الوضعية السورية من كل جوانبها، التاريخية الجغرافية الأمنية والسياسية، بحيث أصبح ملمّاً بها وبالمنطقة المجاورة لها، وأظهر قدرته على إجراء إحاطة شاملة حول المسائل المرتبطة بسوريا. من هذا الباب، تطرّق إلى لبنان وموقعه الجغرافي "المهم للغاية" بالنسبة إلى دمشق، دون أن يخفي رغبته بمساعدة لبنان متى دعت الحاجة إلى ذلك، حيث كرر هذه العبارة عدة مرات على مسمع أعضاء الوفد.


الإشارة إلى الإستعداد للمساعدة، حرص الشرع أن يقدمها مغلّفةً ضمن قالب الحرص وفي إطار الكلام الدبلوماسي العام، من دون إظهار الرغبة أو الإستعداد الفعلي للتدخل في الشأن اللبناني نظراً لحساسية الوضع هناك، إنما أوضح أثناء تناوله أطراف الحديث مع الوفد اللبناني على طاولة الغداء التي استبقى إليها الوفد في القصر الرئاسي، أن بعض اللبنانيين من الذين زاروا سوريا أخيراً يقترحون علينا باستمرار إيجاد مساحة تأثير إيجابية في بعض القضايا والملفات اللبنانية، دون أن يكون لدينا رغبة في ذلك، ما تسبّب باستهجان أعضاء الوفد اللبناني حيث حاول بعضهم الإستفسار عن تلك الجهات خلال اللقاء الأمني-الأمني الذي جرى بين مدير المخابرات السورية الجديد أنس الخطاب وقادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، وحيث ذكر الخطاب نفس المعلومة تقريباً. ولو أن الشرع وقادته فضلوا إبقاء المداولات حول دعوات "التأثير والتدخل" الموجهة إليهم طي الكتمان وسط قناعة لديهم، ولو ظاهرة، بأنهم لا يسعون لأداء هذا الدور، فُهم أن الجهات التي تتولى تقديم مثل هذه الدعوات "ليس لها أي صفة أو موقع رسمي"، في إشارة واضحة إلى تبرئة الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط من طرح هذا الموضوع أثناء زيارته دمشق. وبدا، من حيث الإستنتاجات التي توفرت، أن تلك الدعوات، تتصدرها غالباً شخصيات دينية شمالية تحديداً، زارت (وتزور) دمشق، وتعتقد أن التطورات على الصعيد السوري تأتي لمصلحتها ويمكن أن توفر خدمات على صعيد ملفات لبنانية تحظى بالإهتمام، ومن شأن ذلك أن يؤمن ظروف حلها لا سيما ملف الموقوفين الإسلاميين وقضايا أخرى.

تركيز الشرع على مسألة تطمين الوفد الرسمي اللبناني من أن دولته ليست في وارد التدخل في لبنان، لا تخفي وجود دافع قوي لديه للسؤال عن الوضع الداخلي اللبناني والحرص على إبداء أعلى درجة الإهتمام به، من زاوية الحرص على إبقاء تحديثاته جارية. على طاولة الغداء نفسها، حاول الشرع الإستفهام من الرئيس ميقاتي حول الوضعية "السياسية والميدانية" ل"حزب الله" بعد الحرب الإسرائيلية عليه، وما إذا كان تأثر بالفعل، وإلى أي مدى بلغ تأثير الحرب عليه وهل بات مقتنعاً بضرورة إلقاء السلاح. عالجه الرئيس ميقاتي بالإشارة إلى أن الحزب ما زال يحافظ على عناصر قوة مهمة للغاية وليس من السهل إنهاؤه، مذكّراً ضيفه أن "حزب الله" مكون لبناني أساسي وممثل في المؤسسات الدستورية وقاتل إسرائيل، وأن مسألة الحزب شأن داخلي لبناني يبحثها اللبنانيون في ما بينهم، وهو ردّ ربما أثار انزعاج الشرع، بدليل معاودته تذكير ضيوفه بمسألة مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية التي يبدو أن الشرع لم يتجاوزها بعد، متحدثاً عن "جرحٍ عميق تسبّب به الحزب" على حد قوله.

في هذه المسألة، تسقط عن بال الشرع جملة قضايا مهمة لا بدّ من العودة إليها، كمثل أن "حزب الله" توجه للقتال في سوريا بسبب تهديد الفصائل السورية للحدود اللبنانية مدة طويلة، وحيث أنها شنّت ضربات طاولت قرى لبنانية آمنة في البقاع، وقامت باحتلال قرى لبنانية داخل سوريا وقامت بخطف لبنانيين، وأن جبهة "النصرة" التي كان يتولى الشرع قيادتها تحت مسمّى "أبو محمد الجولاني"، قاتلت الجيش اللبناني وأصدرت فتوى بقتاله والإنشقاق عنه، وقتلت جنوداً لبنانيين واختطفت آخرين، وشنّت حملات على وحداته واحتلت أراضٍ لبنانية. مع ذلك، تجاوزت الدولة اللبنانية كل ما تقدم وتوجهت إلى سوريا على رأس وفد أمني يتألف من 4 قادة أجهزة 3 منهم ضباط في الجيش اللبناني، أملاً في فتح صفحة جديدة للتعاون مع الدولة السورية الجديدة، إنسجاماً مع ما سبق وقاله الشرع نفسه وبشكل مستمر، حول فتح صفحة جديدة، بحيث لم يعد جائزاً معها تناوله باستمرار قضية مشاركة "حزب الله "في الحرب السورية، أو قضية احتلال جبهة "النصرة" حتى لمناطق لبنانية واسعة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد إنشغاله برئاسة الحكومة... نواف سلام يقدم استقالته! 9 عائلة الأشقر تستنكر بيان قوى الأمن: "محاولة لتشويه سمعة المغدور"! 5 يلي بهاجم نواف سلام صرماية... وئام وهاب يقطع شعرة معاوية مع الضاحية: إنزال سعودي ومفاجآت قادمة! 1
"قواعد اللعبة تغيّرت"... مصطفى علوش يكشف السيناريو المنتظر! 10 أمر غير مسبوق يشهده لبنان... سعر الليرة مقابل الدولار سيتحسن ولكن! 6 صاحب أحد معارض السيارات قتيلًا... جريمة "تهز" الضبيّة! 2
بكمين محكم... القبض على قاتل جورج روكز! (صور) 11 "جوزيف عون"... إعلانٌ "هامّ" من الوليد بن طلال إلى اللبنانيين! 7 وفود تطلب من الشرع التدخل في لبنان 3
"الصغتور" يؤرق معراب 12 أزمة كبيرة بين لبنان وسوريا إلى الانفجار: وداعاً للـ 10452 كم مربع.. عاصفة النيران وشيكة! 8 خبر يثير الضجة... ماذا حصل في العمروسية؟ 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر