"ليبانون ديبايت"

وفق الأرقام الصادرة عن البنك الدولي، فإن تحويلات المغتربين اللبنانيين انخفضت في عام 2024 إلى أدنى مستوياتها منذ سنة 2007 بما يقارب الـ25.5%، لتصل لأول مرة إلى 5.8 مليار دولار بعد أن تجاوزت سابقًا الـ7 مليار دولار. فما هي الأسباب المباشرة لهذا التراجع؟

في هذا الإطار، يوضح الكاتب والخبير الاقتصادي أنطوان فرح في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن هناك عدة عوامل لتراجع التحويلات من قبل المغتربين اللبنانيين إلى الداخل، ويذكر منها 4 عوامل أساسية:

إدراج لبنان على اللائحة الرمادية، مما يعني أنه أصبح هناك صعوبة أكبر في التحويلات. ولو أنها استمرت، إلا أن هناك صعوبة أكثر من السابق. لا سيما أن إدراج لبنان في تشرين الأول 2024، مما يعني أنه خلال تشرين الثاني وكانون الأول كان هناك صعوبة في التحويلات، مع العلم أنه خلال هذين الشهرين يتم تحويل أكبر كمية من الأموال في كل عام، وبالتالي هناك نسبة معينة لم تُحوّل إلى لبنان بسبب هذا الأمر.

التكيف مع الانهيار المالي الذي بدأ في العام 2020، والذي ساهم في زيادة التحويلات التي ساعدت اللبنانيين. ومع الوقت، استطاع اللبنانيون التكيف مع الانهيار، لا سيما مع استعادة القطاع الخاص لنشاطه، واستعادة الفرد جزءًا من قدرته الشرائية وإيراداته. لذلك من المحتمل أن التحويلات تراجعت بعض الشيء بناءً على التكيف.

الحرب التي استعرت واشتدت من منتصف أيلول ربما كانت من العوامل التي عرقلت بعض التحويلات، خصوصًا أن الفصل الأخير من السنة يشهد على أكبر عدد من التحويلات.

أما السبب الأخير فهو أن الاقتصاد العالمي في حالة إرباك وتضخم، وبالتالي القدرة الشرائية لمواطني الدول تراجعت، مما يعني أن قدرات اللبنانيين في الخارج تراجعت، وهو ما قد يكون ساهم بشكل أو بآخر بتراجع نسبة تحويلات هؤلاء إلى اللبنانيين في الداخل.