"ليبانون ديبايت"

على الرغم من قرار بلدية طرابلس رقم 101، الذي دعا فيه محافظ الشمال، القاضي رمزي نهرا، إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة ظاهرة المفرقعات النارية خلال شهر رمضان المبارك، لا تزال هذه الظاهرة مستمرة، مهددةً سلامة الأهالي وأمنهم. ولم يعد الخطر مقتصرًا على الإزعاج الصوتي وحالات الهلع، بل تجاوز ذلك إلى تهديد الأرواح والممتلكات، كما حدث مساء الجمعة الماضي، عندما اندلع حريق كبير في المدينة نتيجة استخدامها.

وفي إطار متابعة تنفيذ القرار، وجّه المحافظ نهرا كتابًا إلى قائد درك منطقة الشمال الإقليمية، شدد فيه على ضرورة منع بيع وإطلاق المفرقعات في طرابلس وجوارها، واتخاذ تدابير قانونية صارمة للحد من هذه الظاهرة التي تتفاقم سنويًا خلال شهر رمضان.

إلا أن القرار لم يلقَ الالتزام المطلوب، إذ استمر بعض التجار في بيع المفرقعات، فيما واصل آخرون استخدامها بشكل عشوائي، ما أدى إلى وقوع كارثة مساء الجمعة في شارع الحرية، بالقرب من حلويات مكية. ووفقًا لمعلومات "ليبانون ديبايت"، اندلع الحريق في شقة سكنية بالطابق الثاني، متسببًا في إصابة 11 شخصًا بحالات اختناق وجروح.

وسارعت فرق الدفاع المدني وجهاز الطوارئ والإغاثة إلى موقع الحريق، حيث بذلت جهودًا مضنية للسيطرة على ألسنة النيران التي التهمت جزءًا كبيرًا من الشقة، وتمكنت من منع امتدادها إلى المباني المجاورة.

وبحسب الفرق الطبية، فقد تم إسعاف 8 أشخاص ميدانيًا بسبب الاختناق، في حين نُقلت إصابة واحدة إلى مستشفى الإسلامي لتلقي العلاج، بينما تدخلت فرق الصليب الأحمر اللبناني لإسعاف حالتين إضافيتين ميدانيًا.

ورأت المعلومات أن هذه الحادثة تسلط الضوء مجددًا على خطورة استمرار انتشار المفرقعات النارية، لا سيما في مدينة مزدحمة كطرابلس، حيث يزداد الاكتظاظ خلال ساعات المساء بسبب الاحتفالات والسهرات الرمضانية. ومع تكرار مثل هذه الحوادث، تبرز الحاجة الملحّة إلى تكثيف الجهود الأمنية لضبط المخالفين ومنع بيع واستخدام المفرقعات، تفاديًا لوقوع المزيد من الكوارث التي قد تهدد حياة الأبرياء وتتسبب بأضرار جسيمة في الممتلكات.