"ليبانون ديبايت"

يحمل البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى، مؤشّرات التغيير الذي يطبع المسار السياسي العام الذي انطلق أخيراً وأمامه تحديات على كل المستويات، ما يفتح الباب على عملية تحوّل شاملة تعتمد على تعاون كل الأطراف السياسية.

وفي هذا المجال، يرى الكاتب والمحلّل السياسي نبيل بومنصف، أن لبنان اليوم هو "أمام مرحلة إستثنائية، وفي ظل عهدٍ جديد وحكومة جديدة، تمثل أمام المجلس النيابي بانتظار الثقة". ويتحدث المحلّل بومنصف لـ"ليبانون ديبايت"، عن معايير دولية واردة بالكامل في البيان الوزاري للحكومة، مؤكداً أنه "على الحكومة أن تنفِّذ كل وعودها الواردة فيه، وأن تلتزم بها التزاماً حرفياً، وبالمقابل، على النواب أن يمنحوها ثقة بعدد كبير من الأصوات من أجل أن تعمل، على أن يعمدوا لاحقاً إلى محاسبتها بقوة وبحزم، في حال لم تلتزم ببنود بيانها الوزاري، خصوصاً على المستويين السيادي والإصلاحي".

ويلفت بو منصف، إلى أن "لبنان بحاجة لأن يكون الإلتزام من قبل الحكومة بالسيادة كاملاً، وبالتوازي مع تطبيق الإصلاحات ذلك أن هذين العنوانين متلازمين، فالسيادة تشكل عنواناً حيوياً، خصوصاً بعد ما تعرّض له لبنان من أحداثٍ خلال الأعوام الماضية وكان آخرها الحرب الإسرائيلية المدمرة".

ورداً على سؤال، حول سيادة الدولة وتطبيق القرار الدولي 1701 واحتكار السلاح من قبل الدولة في ضوء موقف "حزب الله"، يشير بو منصف إلى الخطاب الأخير للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، متوقفاً عند حديثه عن الدولة والطائف.

ويصف بو منصف موقف الشيخ قاسم ب"المُتقدِّم"، معتبراً أن كل الأطراف تتقبّل أن يشكِّل "بداية اللبننة الكاملة للحزب لأن ما من وسيلة غيرها، وذلك بعدما سبقته كل الأحزاب التي سلّمت سلاحها للسلطة الشرعية، أو باعته وتخلّصت من الحالات الميليشياوية وانخرطت في مشروع الدولة".

ويعتبر بو منصف أنه "حان الأوان ليقتنع الحزب بأن لا غطاء لديه إلاّ الدولة، كما أن يُقنع جمهوره الذي كان يستعرضه خلال تشييع أمينيه العامين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، بأن حماية هذا الجمهور ستكون من خلال الدولة وليس بالسلاح الذي لم يعد يستطيع أن يحميه".

لكن بو منصف يلفت إلى "ازدواجية" في خطاب قاسم الذي جمع "الدولة والمقاومة تحت سقف واحد"، معيداً هذه الإزدواجية إلى "الإرتباك الحاصل لدى حزب الله في السياسة، والذي ُترجم من خلال الإتجاهين المتناقضين في خطاب نعيم قاسم، لأنه ليس سهلاً أن يلتزم الخطاب بالحديث فقط عن الدولة والشرعية من دون الإشارة إلى المقاومة في مناسبة تشييع زعيمه، وبالتالي، فإن هذا الخطاب يؤشِّر إلى أن الحزب بدأ يعيد حساباته".