Beirut
6°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
ندفن "السيّد" ولا ندفن حزبه
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
24
شباط
2025
-
7:10
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
يوم أمس، أتمّ "حزب الله" حزنه وحزننا المؤجّلين. دفنّا وإياه أمينيه العامين السيّدين الشهيدين حسن نصرلله وهاشم صفي الدين. دفنّا سيدين ولم ندفن قضية أو حزب.
السيد حسن نصرالله مات كشخص، لكنه ما زال حياً كفكر وعقيدة ونهج. ساعة ارتفاعه على أكتاف أنصاره كان يوغل أكثر في قلوبهم.
لقد صدحت حناجر الحشود طيلة النهار: "لبيك يا نصرالله"، تماماً كما وأنه حاضر ولم يمت. هذه الأجيال عملياً لم تعرف "السيّد" إلاّ عبر الشاشة. وبالتالي، إن هذا "السيد" ما زال حياً فيها، بمكانته وربما زادت، فكراً ونهجاً، وبإمكانها سماعه متى شاءت.
لقد انبثقت من شهادة السيّد روح جديدة ودافع جديدوتحدّ مستمر. 80 طناً أُسقطت على رجل واحد، لقتله ودفن طائفة، كانت نتيجتها أن خرجت طائفة بأمها وأبيها من تحت الركام، لتثبّت وحزبها أن الحرب فشلت في تحقيق هدفها بالسحق. خرجت بالأمس لتقول "إننا قوم لا نرتضي القبر مكاناً لنا تحت الشمس. مات السيد وفينا ألف سيدٍ وسيد".
ما أخرجته أمس صور مشيّعين رسموا بزحفهم اللامتناهي، كان عبارة عن تجسيد مشهدية هي الأكبر على المستوى اللبناني. حفروا في تلك اللحظة مخطوطتهم، كجمهور واضح، بخطاب واضح، وقرار وخيار واضحين. رغم الغصّة والحرقة، باتوا الآن بجمعهم وشملهم، ليسوا أرقاماً مجردة، إنما أفراداً وأشخاصاً وجموع، تحت مسؤولية القيادة الحزبية الجديدة، في التعبير عنهم وعن أفكارهم وعن تمثيلهم الصحيح، دون استغلال للرقم المكرّس في 23 شباط بعد حربٍ طاحنة، حسابات ما بعدها تختلف عما قبلها، إلاّ وفق مصلحة من اندفعوا إلى الساحات، ليس لتوديع زعيمهم التاريخي الأحبّ والأقدس فقط، إنما لتثبيت الذات ضمن المعادلة الوطنية الكبرى، بعدما ظنّ البعض أنه، وعبر الأيدي الإسرائيلية، باستطاعته استبدال التوازنات.
لن نكون بعد اليوم أرقاماً تتفتّت ضمن معادلات سياسية مؤقتة، سابقة أو أخرى وليدة تظن أن في استطاعتها أن تبني نفسها على ركام طائفة بالغوا في الرهان على سقوطها لتخرج من تحت الركام. إن الرقم المسجّل في خانة "شعب السيد" هو بالفعل "أمانة السيد"، ووصيته، ولا بدّ أن يفرض نفسه على الطاولة، في الصغيرة وفي الكبيرة، طالما أن المعركة تُخاض بالمباشر لا بالواسطة، على الصغيرة وفي الكبيرة. لا بدّ للرقم أن لا يكون رقماً للإستثمار الظرفي في مسائل قصيرة الأجل، إنما يوظّف في قضية بعيدة المدى، لإسقاط مشاريع التفتيت والتقسيم والإنتقام والعزل والإلغاء، ويكون بمثابة الـ"نعم" للشراكة والتعاون والإنفتاح. رقمٌ يقول "لا" كبيرة في وجه الإستكبار والإستغلال السياسي وفرض التبعية ومشاريع الإستضعاف، ويقول "نعم" لمبدأ المشاركة وتثبيت الوجود وحفظ الذات والعودة وإعادة الإعمار وطرد المحتل.
مليون، أقل بقليل أو أكثر بقليل لا يهم. ما يهم أنهم رصيد "تركة السيد الشهيد" لقيادة ناشئة، لا بد أن تدرك جيداً أهمية المحافظة على الرقم وتطويره، والأهم المراكمة عليه وعلى المعنويات. ليس رقماً ببساطة هو ذلك الذي تستنفر إسرائيل سرباً من المقاتلات للتحليق فوقه، وتدوس، بسببه، في لحظة مهيبة على السيادة ورجال السيادة في حضور حماة السيادة وتحت أنظارهم. هو الرقم، الذي يشكّل مصدر قوة كبيرة في حال أحسن استخدامه. هو الرقم الذي ما زال بعضٌ يُراهن على تدميره وتفتيته وتشويهه وضرب صورته وتفريغ مضمونه. هو الرقم الذي كشّر عبره "الثنائي" عن أنيابه، ولا بدّ له أن يفعل. قال بصوتٍ عالٍ "أنا لا أموت ولو مات السيّد". لا تخطٍ أو تجاوز بعد اليوم، لا للرقم، ولا للقيمة والقاعدة والقوة التي أرساها. لن يذوب هذا الرقم، بما يمثل من أشخاص ليسوا أرقاماً، في الضغط السياسي ومحاولات الإلحاق بالمشاريع المشبوهة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا