Beirut
11°
|
Homepage
الفرصة الأخيرة لـ سعد الحريري
محمد المدني | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 13 شباط 2025 - 7:05

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني

من يتابع عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان لإحياء ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يظن أن الحريري لم يُعلِّق العمل السياسيّ منذ 3 سنوات، ويعتقد أن الرجل لا يزال في قلب المعادلة السياسية اللبنانية على غرار باقي رؤساء الأحزاب، وهذا يعود إلى أن القاعدة الشعبية الواسعة للحريري لم تسلك طريقاً آخراً غير طريق "بيت الوسط" وبقيت متمسكة بنهج الحريري حتى اليوم.

لكن في زمن التحوّلات السياسية الكبرى والتبدّل في المزاج العام اللبناني، سيكون على الحريري القيام بخطوة جدّية تعيده فعلياً إلى السلطة في لبنان، وتبعده عن شبح الغربة في الإمارات، ليستقرّ مجدداً في بيروت على عرش الزعامة السنّية التي لم تذهب لغيره رغم كل المحاولات.


الخطوة المنتظرة من الحريري، هي أن يخوض الإنتخابات النيابية المقبلة بعد عام ونيف، وأن يخرج منها بكتلة نيابية وازنة تؤكد موقعه كزعيم للطائفة السنّية التي باتت "بلا رأس"، باستثناء "الرأس السعودي" الذي لعب دوراً كبيراً في تحريك الرياح السنّية كما تشتهي سفن المملكة العربية السعودية، وخصوصاً في استحقاق رئاسة الجمهورية الذي انتهى بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية.

لا خوف على الحريري طالما أن الناس لم تختبر ظروفاً أفضل بعد غيابه، وتبيّن أنه ليس وحده المسؤول عمّا آلت اليه أوضاع البلاد والعباد، وأقلّه هو خرج من السلطة بقناعة تامة وعن طيب خاطر، أمّا غيره من السياسيين فيتم اليوم إخراجهم من السلطة لإنكارهم لأفعالهم التي ساهمت في توسيع رقعة الإنهيار.

الإنتخابات النيابية المقبلة هي الفرصة الأخيرة للرئيس سعد الحريري ليعود إلى لبنان كسياسي وزعيم، وليس كرجل يأتي "كل سنة مرة" لإحياء ذكرى استشهاد والده، أمّا الأرض الإنتخابية فهي خصبة، والحريري قادر أن يزرع فيها ويحصد ما قطفه الآخرون مِمن باتوا اليوم نواباً عن الطائفة السنّية على سبيل الصدفة.

الرئيس الحريري إن شارك في الإنتخابات النيابية سيتمكن من الخروج بكتلة وازنة تضمّ نواباً من مختلف المناطق اللبنانية، فيستعيد الكثير من المقاعد النيابية التي ذهبت إلى غير أهلها تشريعياً وسياسياً، وهم كثر وتسميتهم تحتاج إلى مقال مفصّل يأتي وقته لاحقا.

وفيما طريق الرئيس الحريري ميّسّرة داخلياً، إلاّ أنه يبقى عليه أيضاً تعبيدها خارجياً، وتحديداً سعودياً، بعدما أصابتها برودة كبيرة، لكن الظروف الإقليمية المتغيّرة، وخصوصاً في سوريا التي وقعت تحت النفوذ التركي - القطري، استدعت مراجعة من السعودية كانت أولى نتائجها العودة عن انكفائها عن لبنان، واندفاعها لانتخاب الرئيس جوزاف عون، وهي تحتاج أن تستكملها على الصعيد السنّي ليس فقط برئيس حكومة، بل أيضاً بزعامة سنّية قادرة على إعادة التوازن المفقود على الساحة الوطنية، وهذا ما يشكّل فرصة موضوعية لعودة التقارب بينها وبين الرئيس الحريري، سيتبيّن في الأشهر المقبلة إذا أمكن ترجمتها.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الوزير الأصغر سناً في "مسؤولية ثقيلة"! 9 "أسد صيدا" بقبضة الأمن 5 رفع الحد الأدنى للأجور أولوية... هل سيتجاوز الـ 450 دولارًا؟ 1
"إتصال غير مسبوق"... حليف الأسد "الأبرز" يهاتف الشرع! 10 حملة متصاعدة لإقصاء الحريري 6 بعد أيام من المعاناة... منير يفارق الحياة تاركًا صدمة في قلوب محبيه! 2
الولايات المتحدة تقفل USAID في لبنان 11 منشورٌ من أدرعي بشأن مطار بيروت! 7 تطورات عملية السطو في "البريستول"... قرار قضائي جديد! 3
في فيديو يكشف موقعه... حافظ الأسد يروي تفاصيل مفاجئة! 12 ضابط لبناني يثير غضب "جمهور" الحزب ويتسبّب بزوبعة إعلامية وحملة عنيفة: التفاصيل الكاملة! 8 ختم التحقيق بملف سلامة وإبقائه موقوفاً... ومفاجأة بكفالة ميشال تويني! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر