"ليبانون ديبايت"

مع تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، تترقب الأوساط السياسية والشعبية ما إذا كانت هذه الحكومة ستكون قادرة على تحقيق التغيير المنشود بعد سنوات من الأزمات المستمرة والمعاناة التي عاشها اللبنانيون على كافة الأصعدة، فهل ستتمكن هذه الحكومة من تحويل الآمال إلى واقع، والمضي قدمًا في مسار الإصلاحات اللازمة؟

يؤكد الصحافي والكاتب السياسي أسعد بشارة، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "الحكومة الحالية هي الحكومة الأولى التي يمكن التعويل عليها منذ عام 1990 وحتى اليوم"، مشيرًا إلى أن "هناك عدة عوامل ساهمت في ولادتها، فهذه الحكومة جاءت بعد تقليص نفوذ الثنائي الشيعي إلى حد معين، ما يشكل فرصة حقيقية لبدء عملية إصلاحية واسعة داخل البلاد من دون أن يجد الفاسدون من يحميهم".

ويرى أن "الثنائية التي يشكلها رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام منسجمة وقادرة على أن تشكل ما يشبه كاسحة الألغام في سبيل إصلاح مؤسسات الدولة ووقف الهدر والفساد، بالإضافة إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب".

ويشدّد على أن "هذه الديناميكية بدأت بالفعل ولن تتراجع، رغم الصعوبات الكبيرة التي ستواجهها في الطريق، فهي تمثل بداية مرحلة جديدة تستهدف بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها، فكلما تقدمت فكرة الدولة ونجحت في ترسيخ أسسها، كلما ضعفت المشاريع الأخرى التي تسعى إلى تعزيز مشروع الدويلة، ما يفتح المجال أكثر أمام تحقيق الاستقرار والإصلاحات المطلوبة".

أما عن غياب تمثيل "التيار الوطني الحر" في الحكومة، فيقول بشارة: "لا يوجد تأثير كبير لخروج التيار الوطني الحر من الحكومة على مسار العهد والحكومة الجديدة، بل يكاد تأثيره أن يكون معدومًا، وبالتالي ضعف قدرة أي طرف على العرقلة أصبح واضحًا، خاصة مع تراجع نفوذ حزب الله والذي أدى أيضًا إلى تراجع نفوذ حلفائه".