Beirut
11°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
من زنزانة إيرانية... رسالةٌ إلى خامنئي: "أنت السبب"
المصدر:
الحرة
|
الاحد
09
شباط
2025
-
20:52
في رسالة مسجلة من أحد زنازين سجن "عادل آباد" في مدينة شيراز جنوب إيران، وجه السجين السياسي والناشط العمّالي محمد داوري رسالة قوية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، محملاً إياه المسؤولية عن معاناته ومعاناة أسرته في السجون الإيرانية.
وقال داوري في رسالته التي تم نشرها على حسابه في إنستغرام يوم السبت: "ما شهدته خلال عملي الحقوقي مع السجناء في إيران يشبه سجون الحجاج بن يوسف".
سجن "عادل آباد" هو أحد السجون الشهيرة في إيران، ويحتوي على زنزانة تحت الأرض تُعرف باسم "القبو" ومرفق تعذيب سيء السمعة يُسمى "عنبر الإرشاد". ورغم أن هذه الأماكن تم إخفاؤها عن المفتشين والزوار، إلا أن داوري كشف عنها في رسالته، مشيرًا إلى أن السجن يشهد ظروفًا إنسانية مأساوية. وذكر أنه تعرض لأنواع متعددة من التعذيب والتهديدات الجنسية، إضافة إلى الإهمال الطبي والإنساني الذي لحق به.
قال داوري (30 عامًا) في رسالته الصوتية: "لقد تعرضت للضرب المتواصل، وتم تقييد يدي من الخلف وتكبيل قدمي بشدة لدرجة أن أطرافي أصيبت بالخدر والكدمات". كما أشار إلى أنه لم يتمكن من تناول الطعام لأيام بسبب المعاناة الجسدية والنفسية التي مر بها، قائلاً: "لقد أهانوني وأذلوني، وهددوني بالاعتداء الجنسي باستخدام زجاجة صودا".
أضاف داوري في رسالته: "كنتَ تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات ضد من يهددون الأمن النفسي للمجتمع، لكن قبل أن يمضي شهر على وفاة والدي، اختُطفت تاركًا عائلتي المفجوعة في قلق وعدم يقين". وأشار إلى أن وفاة والده كانت إحدى المحطات الأليمة في حياته، حيث قال: "لم أتمكن من توديع والدي بسبب اعتقالي، وعائلتي عانت بشدة، والدتي مرضت وشقيقتي أصيبت بصدمة نفسية شديدة".
في رسالته، وجه داوري سؤالًا مباشرًا لخامنئي: "من هم المخالفون للأمن النفسي للمجتمع؟" مشيرًا إلى أن معظم الطبقة العاملة والطبقة الوسطى في إيران تعاني من آثار الأزمة الاقتصادية التي جعلت "الأمن النفسي" أمرًا بعيد المنال. كما أشار إلى تناقضات كبيرة في تصريحاته المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث قال: "حقوق الإنسان في إيران تمر بوضع كارثي، أكثر من أي مكان آخر".
داوري ذكر أيضًا تجربته المؤلمة في الاحتجاز عام 2018، حيث كان عمره 23 عامًا. وقال إنه تعرض للتعذيب على يد ضباط الاستخبارات في ذلك الوقت، حيث تم تقييده في وضعية مهينة وجُلِد بالأسلاك على قدميه، وتم تعليقه على الحائط لإجباره على الاعتراف بتهم ملفقة.
وأضاف داوري أن ما تعرض له لا يختلف كثيرًا عن طريقة التعذيب التي كان يمارسها نظام الشاه محمد رضا بهلوي على معارضيه في سجون "السافاك"، مستعرضًا تجارب مماثلة لزوار متحف "عبرت" الذي كان في الأصل سجنًا سياسيًا.
كما أكدت المحامية فرشته تابانيان، محامية داوري، في يناير الماضي أن موكلها تعرض للتعذيب في مركز احتجاز إدارة المعلومات في شيراز، حيث تم التأكد من وجود كدمات وجروح على جسده بواسطة تقرير الطب الشرعي. ومع ذلك، لم يتخذ القضاء أي إجراء ضد المسؤولين عن التعذيب، بل على العكس تم "براءة الجلاد" حسب داوري، مما جعله يتساءل: "كيف يمكن للمرء أن يأمل في مثل هذا القضاء؟".
في رسالته، كشف داوري أيضًا عن تهديدات تعرض لها والده من قبل المخابرات الإيرانية في مدينة ياسوج، حيث تم استدعاؤه ليلاً وقالوا له "إما أن يوافق ابنك على شروطنا، أو سنشنقه، وفي وقت آخر سنقتله بصب السم في كأسه". ورغم أن والده كان مريضًا بالسرطان، إلا أنه رفض الخضوع للتهديدات قائلاً: "حتى لو شنقوه أمام عيني، فلن أسمح لابني بالخضوع لهذا الإذلال".
توفي والد داوري بعد ذلك، ولم يتمكن محمد من توديعه، مما زاد من معاناته النفسية.
في النهاية، أكد داوري أن تهمة "إهانة خامنئي" كانت السبب الرئيسي في سجنه، حيث يقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 3 سنوات بدأت في مايو 2024، بالإضافة إلى عقوبة إضافية تمنعه من مغادرة البلاد لمدة عامين. كما تم إلغاء جواز سفره ومنعه من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو الاستفادة من الخدمات الاجتماعية، مما يعكس القمع الذي يواجهه الناشطون في إيران.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا