"ليبانون ديبايت"

لا يزال أكثر من مرجع لبناني يقرأ في "كتاب قديم" بالسياسة الأميركية في المنطقة، وهو ما يتكشّف في كل استحقاقات الداخل كما الإقليم، وفقاً لما يلاحظه سفير سابق في واشنطن، وذلك على مستوى التعاطي مع الملفات الداخلية المتصلة بشكل خاص بالقرار 1701 أو بعملية تأليف الحكومة التي أُصيبت بانتكاسات متتالية على مدى الأسابيع الأخيرة.

ويعترف السفير السابق الذي عايش الكواليس الأميركية، بأن ظروف الإدارة الحالية تختلف عن كل ظروف أي إدارة سابقة، كون واشنطن باتت اليوم القوة الإقليمية الوحيدة في المنطقة، إذ يؤكد ل"ليبانون ديبايت"، أن دلالات هذه المعطيات واضحة في أكثر من ساحة، وهي التي ستحدد ما ستؤول إليه عملية المفاوضات الجارية لتنفيذ القرار الدولي 1701 وتأمين الوصول إلى انسحاب إسرائيلي كامل من الجنوب اللبناني، وصولاً إلى إطلاق مفاوضات لتثبيت النقاط البرية الحدودية.

ومن هنا، يجب ترقب نتائج الوساطة الأميركية التي بدأت مع الموفد الرئاسي آموس هوكستين وتستمر اليوم مع نائبة موفد الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة، مورغن أورتيغاس، حول استكمال تطبيق اتفاق الهدنة وخصوصاً الإنسحاب الإسرائيلي الكامل في الأسابيع المقبلة. وفي هذا المجال، يكشف السفير السابق أن ما من قرار ببقاء الإحتلال الإسرائيلي لبعض القرى الجنوبية، أو إقامة شريط حدودي جديد كما في السابق نظراً للكلفة المرتفعة التي دفعت نحو الإنسحاب بالدرجة الأولى.

لكن هذه المعطيات لا تعكس حقيقة ما يحصل على المستوى الدبلوماسي اللبناني، حيث لا يتوقع السفير السابق أي مواجهة بين المساعي الأميركية والإتجاهات الإسرائيلية، وبالتالي، فإن هذا الواقع يستلزم مقاربات لبنانية مختلفة، تبدأ من خلال تشكيل حكومة للإمساك بملف التفاوض الذي سيعود إلى الواجهة مع أورتاغوس، خصوصاً وأن واشنطن اليوم تعمل على تدوير الزوايا مع إسرائيل ومن دون الذهاب إلى مواجهة حول أي ملف سواء في غزة أو في لبنان، بمعنى أن المفاوضات تسير بين إدارة ترامب وإسرائيل وليس أي طرفٍ آخر.