"ليبانون ديبايت"

ليس من باب الخيال محاولة استبعاد الثنائي الشيعي من التشكيلة الحكومية، وإكمال محاصرته خارجيًا بمحاصرة داخلية من خلال فرض وزراء الشيعة من خارج إطار الثنائي، تلبيةً لرغبة أميركية تحمل معها تهديدًا مباشرًا بحرمان لبنان من المساعدات، حتى العربية منها.

هذا الأمر لم يرُق لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يمارس دور المنفتح على كافة الطروحات، إلا ما يمس كيان الطائفة في الدولة، لا سيما أن الثنائي يختزل أكثر من 90% من الطائفة الشيعية، فهل يمكن أن يمثل 10% فقط هذه الطائفة؟

الرئيس بري، الذي سمع ما سمع من الرئيس المكلف نواف سلام من طروحات جديدة، وسمع ما حاول أن يوحي به رئيس الجمهورية جوزاف عون من ضمانات إذا وافق على ما يُفرض عليه من أسماء، أعلن بعدها بشكل غير ملتبس أنه لا يركن للضمانات ويرفض ما يُفرض عليه وعلى حزب الله، وخرج مستاءً من الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعة ونصف.

هذا الاستياء انعكس على المحيطين بالرئيس بري، فعبّر مصدر مقرب منه لـ "ليبانون ديبايت"، عن ذلك بشكل واضح، وذكّر بأن حزب الله تهاون جدًا وتعاون بشكل إيجابي مع موضوع التشكيل، حتى إنه ترك للرئيس المكلف اختيار الاسمين للحقيبتين المحسومتين له ووافق عليهما من باب تيسير أمر الحكومة، لكن سلام لم يكتفِ بذلك، بل ذهب إلى حد فرض الاسم الخامس من حصة الشيعة على الثنائي.

ولم يخفِ هذا المصدر أن يكون وراء ما يحصل في مسار تشكيل الحكومة أسبابٌ مرئية وأخرى غير مرئية، إلا أنه لا يمكن "تفسير أحلام البعض"، لكن الأكيد أن "الله عليم بذات الصدور"، حتى إنه شبّه المشهد بـ"البصلة"، فكلما نُزعت عنها طبقة، ظهرت طبقة أخرى، بما يعني أن الأمور تتكشف كل يوم عن شيء جديد.

ولم يتوانَ المصدر عن رفع حدة الرد على ما يتعرض له الثنائي، بالقول: "إذا الثنائي الشيعي قاطعنلو قلبو لرئيس الحكومة... يتفضّل يعمل حكومة بلاهن وما في اعتراض"، مذكرًا بأن المرحلة الحالية لا تحتمل ما يحصل، فأكثر ما يحتاجه البلد في هذه الفترة حكومة فاعلة لتيسير عمل الدولة، خاصة لناحية إعادة الإعمار.

أما على مقلب حزب الله، فقد جزمت مصادره لـ"ليبانون ديبايت" أنه لا يمكن لأحد أن يستبعد الحزب عن الحكومة، حتى إن الاسمين المطروحين وافق عليهما الرئيس سلام مسبقًا، وبالتالي لم يضع الحزب في جو استبعاد الثنائي من التشكيلة.