منذ نجاح العملية العسكرية التي قادها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، والتي أفضت إلى إسقاط نظام بشار الأسد خلال 13 يومًا فقط، بات الشرع محور حديث السوريين، ولا يزال.

فبعد مرور 57 يومًا على إسقاط النظام، تتسارع الأحداث في البلاد التي مزقتها الحرب على مدى 14 عامًا، ما جعل الرئيس الجديد محط أنظار السوريين ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت تفاصيل حياته وتحركاته محط متابعة دقيقة.

منذ وصوله إلى الحكم، تحول ظهور أحمد الشرع من البدلة العسكرية التي اعتاد ارتداءها إلى البدلة الرسمية، حيث بدأ في استقبال الوفود الدبلوماسية، إلا أن ما لفت انتباه السوريين أكثر كان ألوان ربطات العنق التي يرتديها، ما أثار التساؤلات حول ما إذا كان يقصد إيصال رسائل دبلوماسية عبرها أم أنها مجرد مصادفة.

في أول إطلالة رسمية له، اختار الشرع ربطة عنق خضراء داكنة خلال لقائه مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، في كانون الأول، الأمر الذي دفع البعض إلى الاعتقاد بأنه أراد الإشارة إلى علم الثورة السورية الذي يغلب عليه اللون الأخضر.

ثم توالت إطلالاته، حيث ارتدى ربطة عنق حمراء داكنة عند استقباله أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأسبوع الماضي، ما اعتُبر دلالة على لون العلم القطري العنابي.

وفي زيارته إلى السعودية قبل يومين، اختار ربطة عنق خضراء، وهو اللون الذي يرمز إلى علم المملكة العربية السعودية، بينما في زيارته أمس إلى تركيا، ارتدى ربطة عنق حمراء، وهو اللون الأقرب إلى علم تركيا، خلال لقائه مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

أثارت هذه الاختيارات العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن الشرع يستخدم الألوان كرسائل دبلوماسية غير مباشرة تعكس رغبته في إقامة علاقات جيدة مع جميع الدول، وهو ما أكده مرارًا منذ وصوله إلى دمشق بعد إسقاط النظام.

إلا أن اللقاء الحصري الذي أجرته شبكة العربية (قناتا العربية والحدث، وموقع العربية.نت) مع الرئيس السوري في كانون الأول الماضي، كشف بعض التفاصيل حول هذا الموضوع.

فأثناء المقابلة، وبينما كان الرئيس يحاول تعديل ربطة عنقه، سأله الإعلامي طاهر بركة عن مدى ارتياحه للبدلة الرسمية، فكان رد الشرع ممازحًا بأن البدلة ليست غريبة عليه، لكنه يفضل الملابس المريحة.

كما علّق على الضجة التي أثارتها وسائل التواصل الاجتماعي حول اختياراته، مشيرًا إلى أنه ارتدى البدلات الرسمية سابقًا في مناسبات عدة.

في المقابلة نفسها، كشف أحمد الشرع عن تفاصيل حياته قبل وصوله إلى الحكم، موضحًا أنها كانت غير عادية ومليئة بالصعوبات، حيث اعتاد التنقل بين المنازل بسبب الظروف، بل إنه اضطر في إحدى المرات إلى السكن في أحد الجبال مع زوجته.

كما تحدث عن التحديات التي واجهها، مشيرًا إلى أنه لم يكن الطعام والشراب متوفرًا دائمًا، ما جعله يعتاد على تناول أي طعام متاح. وأوضح أنه كان في كثير من الأحيان ضيفًا على أهالي المناطق السورية لتناول الطعام، ما عزز ارتباطه بالمجتمع المحلي خلال فترة النضال.

مع استمرار التطورات في سوريا، يظل أحمد الشرع محور اهتمام السوريين والإعلام، سواء من خلال قراراته السياسية أو حتى تفاصيل حياته الشخصية وملابسه، في ظل مرحلة انتقالية حساسة تعيشها البلاد.