دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم أمس السبت، الأطراف المعنية باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى احترام التزاماتهم "في أقرب وقت ممكن"، مشددًا على ضرورة تنفيذ الاتفاق بشكل كامل لضمان استعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه.

وقال قصر الإليزيه في بيان إن ماكرون أكد أن الالتزامات التي تعهد بها الأطراف يجب أن تتم الوفاء بها بسرعة، معربًا عن التزام فرنسا الدائم في هذا السياق.

وأعرب ماكرون عن ترحيبه بالتقدم الذي تحقق خلال الشهرين الماضيين، مشيرًا إلى دور قوات الجيش اللبناني التي ساهمت بشكل مستمر في تنفيذ الشروط اللازمة لتحقيق وقف إطلاق النار.

وفي وقت لاحق، أكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان أن الرئيس جوزاف عون تلقى اتصالًا من الرئيس الفرنسي، حيث تم استعراض التطورات في جنوب لبنان والجهود المبذولة لضبط التصعيد وإيجاد الحلول المناسبة لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقد أطلع عون نظيره الفرنسي على التحديات التي تواجه لبنان، مؤكدًا على أهمية إلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة الجنوبية.

كما أشار الرئيس اللبناني إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وخاصة تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية وجرف الأراضي، الأمر الذي قد يعوق عودة الأهالي إلى مناطقهم.

يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي تم الإعلان عنه في 26 تشرين الثاني الماضي، نص على نشر الجيش اللبناني والقوى الأمنية في جنوب لبنان، وسحب تدريجي لقوات إسرائيل من المناطق الجنوبية باتجاه الخط الأزرق الحدودي مع إسرائيل خلال فترة تصل إلى 60 يومًا. وكان من المقرر أن تنتهي هذه المهلة في فجر يوم الاثنين المقبل.

لكن إسرائيل أعلنت أنها لن تسحب قواتها من جنوب لبنان في الموعد المحدد، مما أثار القلق بشأن تنفيذ الاتفاق. كما استبقت القوات الإسرائيلية تلك المهلة بتهديدات للأهالي في القرى الجنوبية، حيث أغلقت مداخل تلك القرى بواسطة السواتر الترابية لمنع الأهالي من العودة إليها، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية.

وتواصلت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي تفجيرات عنيفة في بلدة كفركلا في القطاع الشرقي جنوبي لبنان. كما رصدت الوكالة اللبنانية للإعلام تنفيذ تفجيرات في بلدة ميس الجبل في القطاع الشرقي، والتي وصلت أصداؤها إلى مناطق أخرى في الجنوب. إضافة إلى ذلك، سجل تحليق للمسيّرات الإسرائيلية في عدة مناطق جنوب لبنان.