ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تحليل لها أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه خيارًا صعبًا بين الوعد الذي قطعه لبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، بشأن استئناف القتال في قطاع غزة بعد 42 يومًا من هدنة مبدئية وإطلاق سراح 33 رهينة، وبين الضغط الأميركي الذي يمارسه الرئيس دونالد ترامب لاستكمال الاتفاق مع حماس، والذي يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن الـ94 وإنهاء الحرب.

وقالت الصحيفة إن الوعد الذي قطعه نتنياهو لسموتريتش يُظهر أن بقاءه في منصبه كرئيس للوزراء أصبح بالنسبة له أهم من إطلاق سراح الرهائن وضمان أمن البلاد.

وأوضحت أن تدخل ترامب هو الذي حال دون استمرار الحرب "العبثية" في قطاع غزة، لولا تدخل الولايات المتحدة لكانت إسرائيل قد واجهت كارثة مدمرة.

وأضافت الصحيفة أن هذه الحرب كانت ستكلف إسرائيل العديد من الأرواح، بما في ذلك مئات القتلى من الجنود الإسرائيليين، بالإضافة إلى سقوط جميع الرهائن في يد حماس، وهو ما كان سيؤدي إلى انهيار الوضع الأمني والاقتصادي في إسرائيل.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي، الذي يعاني من استنزاف شديد في صفوفه، لم يعد لديه القدرة على الاستمرار في القتال في غزة، خاصة بعد استنفاد موارده البشرية والمادية.

فيما يتعلق بموقف الجيش الإسرائيلي، قالت "معاريف" إن الجيش، الذي خاض معركة في غزة لمدة عام و4 أشهر، فشل في تحقيق أهدافه الأساسية، بما في ذلك إسقاط حماس. وأضافت أن حماس تواصل سيطرتها على قطاع غزة، وهي تملك مخازن تحت الأرض تشمل الطعام والوقود والذخائر التي تهربها عبر الحدود. وبينت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي، رغم هجماته المستمرة، لم يستطع تدمير الأنفاق التي تستخدمها حماس.

وأوضحت الصحيفة أنه في حال قرر نتنياهو العودة إلى القتال في غزة في الأسابيع المقبلة، كما وعد سموتريتش، فإن الجيش سيواجه نفس السيناريو الذي كان قائمًا قبل عام و4 أشهر. ورجحت الصحيفة أن استئناف الحرب سيؤدي إلى المزيد من الخسائر البشرية في صفوف القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين في غزة.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل بحاجة إلى إعادة تأهيل جيشها وزيادة قدراته الدفاعية، مع التركيز على شراء الأسلحة المتطورة التي لم يتم الحصول عليها في السنوات الأخيرة، ودعم هذه الجهود من خلال الولايات المتحدة لضمان قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.