Beirut
16°
|
Homepage
إنقلاب "تغييري" على الأحزاب السياسية
محمد المدني | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 16 كانون الثاني 2025 - 7:04

ليبانون ديبايت - محمد المدني

هي المرة الأولى التي يمكن فيها القول إن قوى "التغيير" دخلوا رسمياً في مرحلة "الحكم" بعدما كانوا مجرد نواب لا حول لهم ولا قوة. طبعاً إذا تمكن الرئيس المكلف نوّاف سلام من تشكيل حكومة، سيكون للتغييرين دوراً وتأثيراً على المشهد الحكومي لقربهم كنوابٍ من الرئيس سلام.

يشعر نواب "التغيير" بأن المرحلة مرحلتهم، وأن لديهم مسؤولية وطنية في مساعدة سلام على تشكيل الحكومة وإنجاحها، هم خاضوا معركة رئاسته بالطول والعرض، وليس سراً أن الرئيس المكلف يُفضّلهم على باقي النواب، إذ تجمعه بهم علاقة صداقة تعود إلى زمن بعيد، وليسوا كالبقية إذ أن الغالبية من النواب لا تعرف الرئيس سلام ولا طباعه ولا ثقافته، حتى أن مرجعية سياسية وصفت وصول سلام إلى رئاسة الحكومة أنه انقلاب تغييري على الأحزاب السياسية التي دائماً ما كانت اللاعب الأبرز في وصول الرؤساء إلى الحكم.


عدة عوامل تدفع قوى "التغيير" للتكاتف والتعاون مع نوّاف سلام، فبعد كل ما مرّت به هذه القوى من أزمات وانقسامات وخلافات داخلية انتهت بتشرذم نواب "التغيير" وتقسيمهم إلى تكتلات، يُلاحظ اليوم أنهم باتوا أكثر انسجاما في المواقف وأكثر تنسيقاً مع بعضهم البعض لحرصهم على إعادة ترتيب وضعهم السياسي والشعبي، وبات لديهم هدف موحّد وهو إنجاح نموذج "التغيير" على رأس السلطة التنفيذية.

يعتبر نواب "التغيير" أن وصول سلام إلى رأس مجلس الوزراء بما يحمله من عقلية وطنية وشفافية ورغبة في العمل والتغيير، وبما يمثله في شارع 17 تشرين وعلاقته الوطيدة بنواب الثورة الـ12، يسهِّل لهم معركتهم في الإنتخابات البرلمانية القادمة بعد سنة ونيف، خصوصاً إذا ما تمكن نواف سلام بالتعاون مع رئيس الجمهورية جوزاف عون من تحقيق نتائج إيجابية في السنة الأولى للعهد، سيكون للتغييرين حصة وازنة في الإنجازات التي سيقدّمونها إلى قواعدهم الشعبية.

وكما يصحّ لرئيس الجمهورية أن يكون بجانبه نواب مستقلين يدورون في فلكه ويدعمون مشروعه ورؤيته الإصلاحية ويؤمنون له مقعداً أساسياً في مجلس النواب، يصحّ أيضاً أن يكون للرئيس سلام نواب في صفه من قوى "التغيير". والهدف ليس الترويج للإصطفاف النيابي بجانب الرؤساء بل لدعمهم، خصوصاً وأن الرئيسين عون وسلام لم يأتيا إلى الحكم من رحم الأحزاب السياسية التي غالباً ما تهتم لمصالحها وشؤونها، بل من موقع "المستقلين"، لذلك لن يعوّل الرئيسان على الأحزاب السياسية بقدر ما سيعوّلان على شخصيات مستقلة غير مرتبطة بأجندة هذا الزعيم أو ذاك.

فسرّ نجاح الرئيسين هو في الخروج من النمطية التي فرضتها الأحزاب التي شاركت في السلطة سابقاً وفي ممارسة السلطة والذهنية بمقاربات مختلفة عن السابق، وهو تحديداً ما يؤمّنه لهما هذا النوع من النواب الذين برهنوا من خلال الأداء والفكر والتجربة أنهم يملكون قدرات نوعية واستقلالية عن المصالح الحزبية التي طالما أتت على حساب المصلحة العامة في الحكومات السابقة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
مستغلاً الظروف... البيطار يقدم على خطوة هامة! 9 ابنة جبران باسيل تتولى مسؤولية حزبية 5 صديقة قاتل روكز "مولعة" بـ"جي كلاس"... تفاصيل صادمة عن جريمة ضبية! 1
نائب "التيار" السابق يضحك عند سؤاله عن وزارة الطاقة:لنرى! (فيديو) 10 إتهام خطير لـ شيخ سنّي يضع صحيفة "الأخبار" في ورطة! 6 فرمان مسيحي مكتوب بالحبر السري وصل من السفارة إلى الراعي… بكركي تطفئ أنوارها استعداداً للحدث الكبير! 2
"الأمن" يكشف تفاصيل "جريمة ضبية"! 11 بعد اشتباكات القرى الحدودية السورية... بيانٌ من عشائر بعلبك! 7 بعد تداول فيديو يوثّق جريمته... القبض على مواطن في فرن الشباك! 3
مطلوب بجريمة قتل... توقيف مواطن بكمين محكم! 12 ضجّة في منزل نوّاف سلام 8 "منتجات ملغومة" تفتك بشباب لبنان... وتستدعي تدخلًا عاجلًا! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر