Beirut
19°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
حرائق كاليفورنيا... من "عقاب إلهي" إلى نظريات المؤامرة"!
المصدر:
الحرة
|
الاثنين
13
كانون الثاني
2025
-
9:11
بين الحرائق التي حولت أحياء في كاليفورنيا إلى رماد، ومشاهد آلاف المباني المسويّة بالأرض في قطاع غزة، قاسم مشترك هو شكل الدمار.
هذه المشهد تطلع إليه آلاف المستخدمين في مواقع التواصل الاجتماعي من دول عربية، على أنه "عقاب إلهي" و"انتقام السماء".
تيار قابله رافضون اعتبروا هذه النظرة "قاصرة"، تنم عن "عجز وعدم اعتراف بالهزيمة". كان منهم فلسطينيون من غزة نفسها.
وفي داخل الولايات المتحدة، رؤية من نوع آخر ترتبط بنظريات المؤامرة، وسط موجة تعاطف ودعم وكذلك غضب واستياء من جهات عدة.
يعتبر أصحاب تيار "العقاب الإلهي"، أن السماء تنتقم من الدول ذات التواجد العسكري التي تدعم حلفاءها في صراعات شرق أوسطية. هذه الصراعات خلفت عشرات الآلاف من الضحايا خلال العقدين الماضيين.
وأحدث أمثلتها الحرب بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في غزة على رأسها حماس، منذ تشرين الاول 2023.
ومؤيدو هذا الرأي الذين شكلوا موجة ضخمة في مواقع التواصل، شملوا فئات عدة من مستخدمين متابعين إلى صانعي رأي في الإعلام والسياسة والاقتصاد.
فعلى منصة "إكس" كتبت الإعلامية الأردنية إيمان تعقيبًا على حقائق خبرية ذكرتها بين حرائق كاليفورنيا وحرب غزة: "إنّ الله عزيزٌ ذو انتقام".
وبرفقة صورة لدمار في لوس أنجلوس كتب الإعلامي العسكري اليمني راشد معروف: "مشهد عظيم يسر الناظرين، هنا كانت مدينة لوس أنجلوس، ثاني أكبر مدينة أميركية".
وفي منشور آخر على "إكس" قال معروف في تعداد خسائر كاليفورنيا: "كل هذا حصل بعد ساعة فقط من خطاب ترامب الذي توعد فيه بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم".
"اندلعت حرائق الغابات، وحولت أميركا إلى جحيم حقيقي، ونهارها تحول إلى ليل أسود بفعل الدخان الكثيف"، أضاف معروف.
أستاذ الأمراض الصدرية في إحدى كليات الطب المصرية، د. محمد الدسوقي، كتب أيضًا: "دمر الكيان الفاشي غزة بالسلاح الأميركي، ولكن الله أراد أن يذيقهم من جنس عملهم فأرسل عليهم الأعاصير تحرق وتدمر ديارهم".
ومن عُمان، كتب الإعلامي حمد الصواعي: "ترامب يواجه الجحيم الذي وعد به غزة".
واعتبر الإعلامي العراقي علي فاهم الحرائق "عقوبة إلهية" أيضًا، وصفها بـ"انتقام الرب"، كما ربط العجز عن إخمادها بوجود مسؤولين أميركيين ذوي ميول جنسية مثلية.
حتى أنه شارك فيديو يزعم فيه أن أميركيين "تحولوا للإسلام" بسبب الحرائق، و"النساء" منهم خصوصًا.
وكتب الباحث وحامل شهادة الدكتوراة في علم النفس -كما يعرف نفسه- حسام سامي: "إنها علامات يوم القيامة ونهاية العالم الحقيقية في كاليفورنيا".
ووصف حرائق كاليفورنيا، علماً بأنه يعيش في الولايات المتحدة، بأنه "انتقام إلهي مباشر بلا شك".
ولاقى منشور لرسام كاريكاتير فلسطيني يُدعى محمود عباس، تفاعلًا إيجابيًا كبيرًا بآلاف المشاركات على فيسبوك، أشار فيه إلى الانتقام الإلهي.
وأتبعه بكاريكاتير يُظهر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وهو يهدد بالجحيم، بينما تندلع حرائق كاليفورنيا خلفه.
تعليقات مشابهة امتدت على طول الخارطة العربية في إكس وفيسبوك وتيك توك، قوبلت برفض كبير من تيار آخر، رأى فيها "جهلاً بالحقائق" وتجييرًا لتفسيرات دينية "قاصرة".
فلسطينيًا، تصدّى العديد من إعلاميين وأدباء وسياسيين للربط بين مآسي الغزيين، وحرائق كاليفورنيا.
هؤلاء أبدوا تعاطفهم مع الضحايا القتلى أو الذين خسروا منازلهم وممتلكاتهم.
وأشار العديد منهم إلى الدعم الكبير الذي قدمته فئات من الشعب الأميركي لغزة والقضية الفلسطينية بشكل عام، ممثلة بالاحتجاجات الطلابية لوقف إطلاق النار.
كما قال آخرون إن الشعب "ليس المشكلة"، بل "الحكومة التي تدعم التسلح الإسرائيلي" بحسب تعبيرهم.
كتبت الصحفية أسماء الغول، وهي من غزة وتقيم في فرنسا: "لا يريد الفلسطيني أن يكون العالم كله ضحايا لأنه ضحية. لا يريد الفلسطيني أن ينحرق العالم لأنه يُحرق.. لا يريد الفلسطيني أن يقتل أطفال العالم لأن أطفالهم يموتون".
وقالت إن ما كتبه الشامتون يمثّل "نظرة قاصرة وظالمة لنا ولقضيتنا وفيها خلل نفسي وديني وإنساني".
الكاتب الصحافي عصمت منصور، قال عبر فيسبوك، إن من يعدّ الحرائق عقابًا ينسى أن إمكانيات الولايات المتحدة "الهائلة" حدّت من وقوع ضحايا.
وأضاف أنها لو حصلت في بلد "إسلامي" لكانت ستؤدي لمقتل الآلاف، دون أي تعويض.
بالنسبة له، فإن الأولى للمجتمعات العربية والإسلامية بدلاً من "الشماتة"، أن تؤسس بنية تحتية قادرة على مواجهة كوارث مشابهة.
ومن داخل لوس أنجلوس نفسها، ورد تعقيب مغاير لكل ذلك، يمثل على ما يبدو "تيارًا ثالثًا" نظرًا لحجم التفاعل الإيجابي معه.
تخاطب فيه سيدة مسيحية (الأم ماغي) عبر البث المباشر في فيسبوك، مسلمين "شامتين" بالحرائق.
وتصف لهم مدينة لوس أنجلوس بأن أهلها "فنانون ومثليّون وملحدون"؛ لذا فإن "الخالق لا يُسأل عن (حماية) مَن يرفضه".
التهمت الحرائق نحو 30 ألف فدان (121.4 كم مربع) في مقاطعة لوس أنجلوس، جنوب غربي الولايات المتحدة، مخلفة أكثر من 5300 بيت مدمر بحسب تقديرات فرق الإطفاء، وأكثر من 12 ألف مبنى في المجمل.
وفي آخر إحصائية، الأحد، لعدد القتلى، أكد الطب الشرعي في المقاطعة ارتفاعه إلى 16 شخصًا، منذ اندلاع الحريق الثلاثاء الماضي حتى مساء السبت.
وحذر رئيس إدارة الإطفاء، أنتوني ماروني، من أن خطر الحريق لا يزال مرتفعًا بسبب الرياح القوية، والهواء الجاف، والنباتات الجافة.
وقال حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إن رجال إطفاء من المكسيك وصلوا لوس أنجلوس للانضمام إلى أكثر من 14 ألف من العاملين في مكافحة الحرائق.
وفي المجتمع المحلي الأميركي، برزت الكثير من الدعوات للتضامن والتطوع والمساعدة إضافة لحملات التبرع بالأموال والملابس والاحتياجات الأساسية لصالح آلاف العائلات المتضررة التي باتت بلا مأوى.
ويتقدم هذه الحملات مشاهير من الفنانين والإعلاميين، بعضهم تضررت ممتلكاته أساسًا في الحرائق.
وقالت الممثلة جينيفر غارنر في مقابلة تلفزيونية، إن أحد أصدقائها توفي في الحريق لأنه لم يتمكن من الإخلاء في الوقت المناسب، كما خسر 100 من معارفها بيوتهم.
ودعا مذيع البرنامج الشهير "أميركان غوت تالنت"، سايمون كاول، عبر حساباته في مواقع التواصل، إلى التبرع لمنظمة الصليب الأحمر لمساندة متضرري الحرائق.
ورغم التعاطف الكبير الذي أبداه جمهور فناني هوليوود الذين احترقت بيوتهم، إلا أن الأمر لم يخلُ من خطاب كراهية لهم، والتطرق إلى مفارقة ثرائهم الفاحش على مقربة من مظاهر التشرد والفقر في لوس أنجلوس.
كما انتقد عدد من المواطنين الذين احترقت بيوتهم خدمات الإطفاء، وزعموا لوسائل إعلامية أن الأولوية كانت لإطفائها في بيوت المشاهير والأثرياء.
من جانب آخر، نظر عدد من الأميركيين للحرائق بأنها "مدبرّة" و"مفتعلة" أو شككوا في المعلومات التي فسرت توسّعها بالشكل الذي رأيناه.
هذه الناشطة البيئية مثلاً، يتابعها على تيك توك 10 ملايين مستخدم. تدعو في فيديو للتوقيع على عريضة بعنوان "دع الملوثين يدفعون"، تحمل فيها حكومة كاليفورنيا المسؤولية عن الحرائق والتعويض لصالح ما أسمته "صندوق تمويل مناخي".
وقالت إن شركات النفط والغاز هي المسؤولة عن اندلاع الحرائق وإن ما حصل ليس مجرد كارثة بيئية بل "جريمة".
عشرات التعليقات تفاعلت معها إيجابيًا، بعضها اعتبر الحرائق "انتقامًا من الطبيعة"، في إشارة لدور الإنسان في التغير المناخي.
ومن الانتقادات التي طالت الحكومة، العجز عن إطفاء الحرائق بسرعة بشكل عام، وإقرار مسؤولين بخلّو وجفاف مصادر المياه المخصصة لفرق الإطفاء، ما أعاق عملها.
إلى ذلك، برزت مشكلة التأمين على البيوت، وأكدتها نائبة الرئيس جو بايدن كاملا هاريس خلال مؤتمر صحافي، الخميس الماضي.
قالت هاريس إن العديد من شركات التأمين ألغت التأمين لبيوت الكثير من العائلات التي تأثرت وستتأثر لاحقًا. وهذا لتأخير وإعاقة عملية إعادة الإعمار.
وأضافت أن العديد من العائلات خسرت "كل شيء" ولا يمكنها تحمل العبء الاقتصادي وحدها.
في حديث إعلامي، دعا الممثل الأميركي الذي تضرر بيته أيضًا، مايلو فينتيميليا، الحكومة الفيدرالية الأميركية لإعلان لوس أنجلوس منطقة منكوبة.
وأكد أن التأمين لن يغطي الكثير من البيوت التي تعرضت للدمار، بالتالي فإن الناس بحاجة لدعم الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA).
وقالت مديرة الوكالة داين كريسويل إن الحد الأقصى لمستوى منحة "فيما" أقل من 44 ألف دولار، وهذا المبلغ لا يكفي بالطبع لبناء منزل.
ولذلك، تعهدت بأن تعمل الوكالة مع شركائها بما في ذلك إدارة الأعمال الصغيرة، التي يمكنها تقديم قروض منخفضة الفائدة للعائلات، جنبًا إلى جنب مع الشركاء غير الهادفين للربح، والخيريين لمساعدة العائلات المتضررة على إعادة البناء.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا