تتواصل المباحثات المتعددة الأطراف من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط الجهود المصرية والقطرية والأميركية المكثفة للتوصل إلى اتفاق يشمل تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل. يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه غزة للقصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع.

وفي بيان صدر اليوم الجمعة، أكدت حركة حماس أنها تلقت العديد من المبادرات والمقترحات الهادفة لإنقاذ غزة وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأوضحت الحركة أنها أبدت مرونة واستعدادًا للتعامل بإيجابية مع المبادرة المصرية التي تسعى إلى تشكيل إدارة مؤقتة لغزة.

حركة حماس أشارت إلى أنها تجاوبت مع جهود مصر لتوحيد الصف الفلسطيني، وأكدت دعمها لمبادرة تشكيل حكومة توافق وطني أو تكنوقراط. كما تفاعلت بشكل إيجابي مع دعوة مصر لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون غزة بشكل مؤقت، على أن تكون مرجعيتها السياسية وفقًا للمرسوم الرئاسي الفلسطيني.

من جهة أخرى، دعت حماس حركة فتح والسلطة الفلسطينية إلى التجاوب مع جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، معتبرة أن هذا الإجراء خطوة هامة نحو توحيد الصف الفلسطيني. وكانت قد جرت مشاورات في العاصمة المصرية القاهرة في مطلع كانون الأول الماضي بين وفدين من حماس وفتح، انتهت بالاتفاق على إنهاء الخلافات بين الحركتين والتنسيق والتعاون المشترك بينهما لإدارة شؤون غزة.

على الرغم من هذه الجهود، يبقى الموقف الإسرائيلي على حاله، حيث رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، أن تتولى حركة حماس أو السلطة الفلسطينية إدارة غزة، معتبرًا أن السلطة "تتعاطف مع الإرهابيين". وهو ما يعكس القلق الإسرائيلي المستمر حول هذه القضية الحساسة.

وتظل قضية إدارة غزة إحدى القضايا الإشكالية بالنسبة لإسرائيل في حال تم التوصل إلى وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، إذ إن ذلك يرتبط بشكل مباشر بالأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.

ويذكر أن القصف الإسرائيلي على غزة خلف أضرارًا واسعة النطاق، حيث طال نحو ثلثي الأبنية في القطاع بشكل كلي أو جزئي، وفق تقديرات الأمم المتحدة، مما يضاعف من معاناة الفلسطينيين ويزيد من صعوبة الوضع الإنساني في غزة.