خرج الوفد الأميركي الدبلوماسي الذي زار دمشق لأول مرة منذ سنوات، بانطباع متفائل بشأن التطورات التي شهدتها البلاد بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الجاري، وقد وصفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، لقاءها مع قائد الإدارة السياسية الجديدة في سوريا بأنه "جيد"، لكن بعض الدبلوماسيين الذين رافقوها عبروا عن صدمتهم من بعض الحقائق التي اكتشفوها.

في هذا السياق، عبّر روجر دي كارستينز، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الرهائن، عن دهشته من عدد السجون السرية التي ظهرت في سوريا بعد رحيل الأسد، وقال كارستينز للصحافيين أنه "فوجئ بالحجم الكبير لمرافق الاحتجاز والسجون التي ما زالت تحت سيطرة النظام السوري"، موضحاً: "كنا نظن أنه ربما يكون هناك 10 أو 20 سجنًا، لكن يبدو أن هناك نحو 40 سجناً وربما أكثر."

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها والمنظمات غير الحكومية وأعضاء وسائل الإعلام والحكومة السورية المؤقتة في محاولة لتحديد مكان الصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس، الذي اختطف في عام 2012 أثناء تغطيته للحرب السورية.

وأضاف كارستينز، "هناك العديد من المواقع التي يجب تفتيشها في الأيام والأسابيع المقبلة، وأن الجانب الأميركي سيعمل مع السلطات المؤقتة، في إشارة إلى هيئة تحرير الشام، التي وعدت بالتعاون في تحديد مكان تايس وغيره من الأميركيين المحتجزين".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولون آخرون في الإدارة الأميركية قد أعربوا سابقًا عن أملهم في أن يكون الصحافي أوستن تايس، الذي كان يبلغ من العمر 31 عامًا عندما اختطف، على قيد الحياة، رغم أنهم أقروا بعدم وجود أي دليل مؤكد على حياته منذ ظهور مقطع فيديو له في الأسابيع الأولى بعد اختطافه.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ 8 كانون الأول، تاريخ سيطرة فصائل مسلحة على العاصمة دمشق وسقوط نظام الأسد، الذي دام 61 عامًا تحت حكم حزب البعث و53 عامًا تحت حكم عائلة الأسد، تكشفت العديد من الانتهاكات التي ارتكبت في السجون السورية. وقد أكدت شهادات معتقلين سابقين تم إطلاق سراحهم من قبل الفصائل المسلحة، حجم الانتهاكات المروعة التي تعرضوا لها خلال فترة اعتقالهم في السجون السرية المنتشرة في البلاد.