"ليبانون ديبايت"

أكثر من سيناريو داخلي بدأ يرتسم في الأيام الماضية على خلفية سقوط نظام بشار الأسد، ومن المؤكد ستكون له انعكاسات مباشرة على الأجندة السياسية وفي مقدمها الإستحقاق الرئاسي، الذي تكشف مصادر نيابية مطلعة أنه سيكون المرآة والإنعكاس المباشر لما تصفه ب"التحول في موازين القوى الإقليمية" وليس الداخلية، علماً أن الموازين السابقة لم تسمح بتمرير هذا الإستحقاق وفق الإتجاهات الخاصة بهذه القوى وذلك بمعزلٍ عن كل الإعتبارات الأخرى.

وتعترف هذه المصادر النيابية رداً على سؤال ل"ليبانون ديبايت"، بأن من كان يستعجل انتخاب رئيس الجمهورية على مدى عامين، لا يبدو مستعجلاً اليوم، بل ينحو باتجاه التريث والترقب ولو من دون التخلي عن ثوابته في هذا الملف.

في المقابل، فإن معطّلي الإستحقاق الرئاسي، تتابع المصادر النيابية، قد أعادوا تموضعهم على المستوى الداخلي، ليباشروا منذ نحو أسبوع بالدفع نحو إضفاء المزيد من الحيوية والدينامية لكل التحركات الجارية محلياً وخارجياً عبر سفراء اللجنة الخماسية من جهة والسفيرة الأميركية ليزا جونسون من جهة أخرى، من أجل تحويل موعد التاسع من كانون الثاني المقبل، إلى موعد حاسم يتم فيه انتخاب الرئيس ولو عبر جلسات متتالية.

لكن الإنتخاب الذي تنشده القوى الأساسية المعنية بالإستحقاق الرئاسي، لا بدّ وأن يكون من ضمن معادلة وفاقية، كما تقول المصادر النيابية، التي توضح بأن التوافق لا يعني التسوية على طريقة الإنتخاب لمجرد الإنتخاب، بل التفاهم على إجراء الإنتخابات بمناخ من الديمقراطية ووفق ما تنصّ عليه وثيقة الوفاق الوطني، والنصوص الدستورية.
وهنا، لا تُخفي المصادر النيابية بأن ما من كلمة سر "رئاسية" حتى اللحظة، وبأن النقاش في الملف الرئاسي لا يزال في منطقة البحث والنقاش الذي يتميز بالواقعية من قبل كل الأطراف من دون أي استثناء.