على مدار تاريخ الولايات المتحدة، شهد البيت الأبيض العديد من الفضائح والمؤامرات الرئاسية التي هزت العالم وأثارت جدلاً واسعًا، بعضها لم يكشف عنه إلا بعد مرور وقت طويل. وراء الأبواب المغلقة للبيت الأبيض وقعت نزوات سياسية وشخصية، تمخض عنها أزمات كبرى وغيرت مسار التاريخ الأميركي.

والبداية كانت مع الرئيس الثالث للولايات المتحدة، توماس جيفرسون، الذي يعتقد أنه كان في علاقة مع امرأة مستعبدة تدعى سالي هيميك، وبعد عقود، أثبتت تحاليل الحمض النووي أن احتمال وجود طفل له منها كان مرتفعًا جدًا، ما أثار ضجة كبيرة حول تاريخه الشخصي.

والرئيس التاسع والعشرون، وارن جي. هاردينغ، كان معروفًا بعلاقاته النسائية المتعددة، وقد حاول إخفاء هذه العلاقات عبر منح عشيقاته وأزواجهن رحلات سياحية باهظة الثمن، لكن فضائحه سرعان ما تسربت إلى الإعلام وأثارت استنكارًا واسعًا في الولايات المتحدة.

والرئيس الثاني والأربعون، بيل كلينتون، تعرض لواحدة من أشهر الفضائح في تاريخ السياسة الأميركية بعد علاقته الغرامية مع المتدربة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، هذه القضية أدت إلى محاكمته بتهمة الكذب تحت القسم، مما تطلب محاكمة عزله من منصبه، رغم أنه نجا من العزل في نهاية المطاف.

والرئيس السابع والثلاثون، ريتشارد نيكسون، كان محاطًا بفضيحة سياسية هزت أميركا في عام 1972، فقد تبين أنه كان متورطًا في التجسس على مقر الحزب الديمقراطي في ما عُرف بفضيحة "ووترغيت"، ما أدى إلى استقالته بعد الكشف عن تفاصيل القضية، ليصبح أول رئيس أميركي يضطر للاستقالة.

أما الرئيس الخامس والأربعون، دونالد ترامب، فقد عُرف بمواقفه المثيرة للجدل وفضائحه المتعددة التي امتدت عبر مجالات عدة، من قضايا الرشاوى والتشهير إلى اتهامات بالاعتداء الجنسي، تحولت فضائحه إلى عناوين رئيسية في وسائل الإعلام الأميركية والعالمية.

ورغم ذلك، ظل يتمتع بشعبية كبيرة بين أنصاره الذين يرون فيه زعيمًا قويًا قادرًا على قيادة البلاد، رغم كل ما تسببه فضائحه من أزمات سياسية وقانونية.