كشف تقرير نشرته صحيفة "كان" الإسرائيلية للصحافي روعي كايس أن "وحدة بدر" التابعة لقيادة الجنوب في حزب الله أصبحت الوحدة الرئيسية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وذلك بعد سلسلة من الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد قيادات بارزة في وحدات أخرى ضمن التنظيم، مما أثر بشكل كبير على قدرة هذه الوحدات على تنفيذ هجمات صاروخية متواصلة.

وبحسب التقرير، فقد نفذت إسرائيل مؤخراً اغتيالات استهدفت المسؤول عن جبهة الساحل وقائد سلاح المدفعية في حزب الله، اللذين كانا يقفان خلف مئات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة. وقد أدى مقتل هذين القائدين إلى إضعاف فعالية الوحدات الأخرى في حزب الله، بينما ظهرت وحدة بدر، التي تسيطر على منطقة شمال الليطاني، كأكثر الوحدات استعداداً وقدرة على استئناف العمليات الهجومية.

"وحدة بدر" تتبع قيادة الجنوب في حزب الله، وهي القيادة المسؤولة عن العمليات في جنوب لبنان. كما تضم هذه القيادة وحدات ناصر وعزيز، حيث تتولى وحدة ناصر العمليات في المنطقة الشرقية من جنوب لبنان، بينما تتولى وحدة عزيز المنطقة الغربية. ومع استمرار الاغتيالات الإسرائيلية التي طالت قادة هاتين الوحدتين، أظهرت وحدة بدر نفسها كعنصر رئيسي وفعال في الحفاظ على الزخم العسكري لحزب الله.

تقرير "كان" أشار إلى أن "وحدة بدر" اكتسبت أهمية استراتيجية متزايدة في المرحلة الراهنة، خاصة مع تراجع فعالية وحدات "ناصر" و"عزيز" بعد فقدان قياداتها. والوضع الجغرافي الذي يميز منطقة شمال الليطاني حيث تتمركز وحدة بدر، يجعلها بعيدة نسبياً عن العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية، مما يمنحها أولوية استراتيجية في تنظيم الهجمات والدفاع في نفس الوقت.

كما يبرز التقرير القيادي البارز في "وحدة بدر"، أبو علي رضا، الذي أصبح اليوم الشخصية المحورية في قيادة الجنوب بعد مقتل قيادات الوحدات الأخرى. "وحدة بدر" باتت تمثل اليوم الركيزة الأساسية لمنظومة الهجوم والدفاع في حزب الله، وتعتبر في طليعة القدرة الصاروخية للمقاومة اللبنانية في الوقت الراهن.

تبدو هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات في المنطقة بين إسرائيل وحزب الله، حيث يزداد التنافس على النفوذ العسكري والاستراتيجي في جنوب لبنان في وقت يتعزز فيه التركيز على "وحدة بدر" في مسعى لمواصلة العمليات الهجومية ضد إسرائيل.