Beirut
19°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
"حزب الله" يدفع بهوكشتاين إلى المنطقة
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
28
تشرين الأول
2024
-
7:17
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
يحاول جيش الإحتلال الإسرائيلي منذ حوالي الثلاثة أسابيع السيطرة على شريط من القرى الحدودية الأمامية من دون أن ينجح. ما يمكن الإستدلال به، عدم بثّ العدو صوراً تظهر نجاح جنوده بالتثبيت داخل القرى وإنشاء مواقع فيها. في المقابل، يقتصر ما ينشره العدو على بثّ محتوى دعائي يظهر دخول جنوده إلى أحياء أو مواقع أو مخازن أو أنفاق، تقع غالباً في محيط قرى المواجهة ومن ثم يقوم بنسفها، وهو ما يؤكد أنه ما زال مقيّداً ضمن ما تسمى "العمليات الخاصة" التي تعتمد على القيام باقتحامات عبر وحدات "النخبة"، ولا يندرج في مهامها تولي التثبيت إنما الخروج من المواقع فور إتمام المهمة.
هو الدافع إذاً الذي أجبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هالتسي هاليفي، على الإعلان أنه "يمكن خلال فترة قصيرة الإنتهاء من القتال في الشمال"، والأمر نفسه ذهب إليه مسؤولون إسرائيليون توقعوا "انتهاء المناورة البرية في غضون أسبوع إلى إسبوعين". فعلياً ما يقود لاتخاذ هذا الاجراء جملة من النقاط:
1- بناءً على نتاج "المناورة البرية" الحالية والصعوبات التي تواجهها القوات المتوغلة والتصدي الشرس للمقاومة وإلحاقها الأذى في صفوفه، تصبح هناك صعوبة واضحة في الإنتقال من وضع العمليات الخاصة إلى الإجتياح البري الصريح بما يشمل فرض السيطرة العسكرية المباشرة على القرى بصورة عامة.
٢- من الواضح أن الجيش الإسرائيلي اكتشف سوء تقديره في شأن تصنيف "حزب الله" في الوضع الراهن على أنه منهار. أثبت الحزب خلال الأسابيع الماضية أنه يمتاز بقدرة عالية على توجيه المقاتلين وتزويدهم يالمعلومات الإستخباراتية، وهو ما زال يقصف مستعمرات الشمال ووسّع شعاع قصفه.
٣- يريد العدو تكريس النموذج الذي طبقه في المواقع التي اقتحمها وقام بتفخيخها وتفجيرها غالباً في محيط بعض القرى، بوصفه أسلوباً ساهم في عمليات التنظيف وبالتالي يصلح للإعتماد كعنصر للتفاوض من موقع قوة.
المفارقة أمام كل ما يحصل، أن العدو الذي وضع سقوفاً عالية في مستهل"مناورته البرية" في القرى الحدودية متحدثاً عن تغيير واقع عسكري وفرض آخر سياسي، قبع "المقاومة" ووضع منطقة جنوب الليطاني تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، أصبحت أقصى طموحاته الآن التمكن من السيطرة على منطقة لا تتعدى مساحتها الـ٣ كيلومتر، وهي غالباً مناطق مفتوحة تنتشر في محيط القرى، لاستخدامها في مجال تحسين شروطه بالتفاوض أو المفاوضة إنطلاقاً منها.
لذلك استعان بالمبعوث الدولي آموس هوكشتاين. في المعلومات، وصل هوكشتاين إلى تل أبيب أمس وسوف يجري لقاءً مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين. وبحسب المعلومات، سوف يطرح هوكشتاين على نتنياهو "أفكاراً" وسيسمع منه في المقابل أفكاراً، لتلمّس مدى جديته أو موافقته على ما أذاعه بعض قادة العدو حول احتمال الإكتفاء بهذا القدر من العمليات في الجنوب.
بحسب مصدرين لبنانيين متابعين، فإن زيارة هوكشتاين فرضتها سلسلة وقائع طرأت أخيراً، تعدّ التصريحات الإسرائيلية حول احتمال انتهاء المناورة سبباً رئيسياً، بالإضافة إلى الضربات التي وجهتها المقاومة إلى قوات العدو المتوغلة أو المتموضعة في الخلفية. ولعل العدو أدرك على نطاق واسع يشمل ضباطاً وسياسيين وكتاب، من أنه عاجز عن تحقيق متطلباته الأمنية بشكلً دائم من خلال القتال. ويبدو أن التكتيك الهندسي الذي اتبعته المقاومة أخيراً والمعبّر عنه بالإنسحاب تكتيكياً من مواقع معينة في قرى محددة وتحويلها إلى كمائن وأفخاخ متنقلة، وضع أمام العدو صورة الثمانينات والتسعينات وأوضح له أنه بات قريباً جداً من الدخول في معركة استنزاف طويلة لن تعيد الشمال أو المستوطنين إليه.
من الواضح أن الأميركيين فهموا جيداً صعوبات المعركة العسكرية جنوباً والصعوبات التي يواجهها جيش الإحتلال بفعل ضربات المقاومة. في نفس الوقت، يبدو أن هوكشتاين أعاد الإعتبار إلى الأفكار التي سمعها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارته الأخيرة الى بيروت ويتحرك في ضوئها. لذلك كان لا بدّ له من العودة.
لا بدّ أيضاً، أن هوكشتاين حاز على غطاء أميركي لتحركه، مصدره البيت الأبيض ووزارة الخارجية. يصبّ ذلك في سياق المساعي التي تبذلها الخارجية الأميركية للإستفادة من الأجواء التي توفرت بعيد الرد الإسرائيلي "الخجول" على إيران، بحيث فتح المجال أمام عودة السخونة إلى خطوط التفاوض كافة.
وبموازاة حركة هوكشتاين بين بيروت وتل أبيب، تحركت الدوحة والقاهرة تحت عنوان "المقترح المصري" لعملية تبادل أسرى محدودة بين حركة "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة، تشمل وقفاً محدوداً لإطلاق النار قابل للتجديد. هذا المسار كله يرتبط بأدبية كرسها "حزب الله" وإلى جانبه الرئيس بري، مفادها الربط بين قطاع غزة وجنوب لبنان في أي جولة مفاوضات وتدعيم هذه المطالبة من خلال الضغط العسكري. هذا الربط لا بدّ أن يشمل في وقت لاحق التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار وتبادل أسرى.
الآن هل دخلنا المسار التفاوضي الجدي فعلاً بعد تجاوز مسألة الحرب الإقليمية، وما الذي سوف ينقله هوكشتاين من تل أبيب إلى بيروت وهل سيكون مقبولاً؟
عملياً المقاومة مُحتاطة. في طور الحديث التفاوضي بعثت برسالة تهديد بالإخلاء لـ٢٥ مستوطنة. تقول إنها تمتلك خرطوشة مهمة للغاية وغير مقيّدة بتوقيت العدو ومستعدة لاستئناف المعركة. وقد تكون تحتسب لمكر إسرائيلي تقليدي بالتنصل من أي التزام ويصبح الحديث حول قرب نهاية "المناورة"، لإغراء الحزب وخداعه وتحميله مسؤولية أي فعل.
الثابت الأساس يبقى في خط مسار هوكشتاين. إن حطّ في بيروت يعنني أننا أمام مرحلة تأسيسية لحلٍ ما ومحاولة فيها من الجدية وتحتاج إلى رعاية وعمل، وإن لم يفعل فنحن مقبلون على مرحلة تصعيد أخرى.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا