أعلن مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة العامة في بيانٍ أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت محيط مستشفى الحريري الحكومي الجامعي أسفرت عن حصيلة أولية تشير إلى استشهاد أربعة أشخاص، من بينهم طفل، وإصابة 24 آخرين بجروح متفاوتة. كما تسببت الغارة بأضرار جسيمة في البنية التحتية للمستشفى.

في بيان شديد اللهجة، أدانت وزارة الصحة العامة بشدة هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع الصحي في لبنان، مشيرة إلى أن الغارة تأتي في سياق تصعيد خطير يطال مستشفيين رئيسيين في بيروت وجبل لبنان. وجاء في البيان أن الاحتلال الإسرائيلي، بعد تهديداته لمستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية، نفذ غارة استهدفت أحد مداخل مستشفى الحريري، وهو مرفق طبي حيوي يخدم آلاف المرضى يوميًا، ويضم مركزًا رئيسيًا للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأوضحت الوزارة أن هذه الهجمات تعكس استمرارًا لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل دون اكتراث للقوانين الإنسانية والدولية. وأضافت الوزارة أن الاعتداءات لم تقتصر على المنشآت الطبية، بل تجاوزت إلى استهداف العاملين في القطاع الصحي، مما أسفر عن استشهاد أربعة مسعفين خلال تأدية واجبهم الإنساني، إلى جانب إصابة خمسة آخرين وتدمير مركبات الإسعاف.

ورفعت الوزارة الصوت، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، مؤكدة أن الصمت الدولي يعزز الشعور بالإفلات من العقاب. وجاء في البيان: "إلى متى سيستمر العالم في تجاهل هذه المآسي؟ وكم من الأرواح يجب أن تُزهق قبل أن يتحرك المجتمع الدولي بجدية؟".

وفي ختام البيان، شددت الوزارة على أن الجسم الطبي والإسعافي، رغم الاستهداف المتكرر، سيبقى في الصفوف الأمامية إلى جانب المجتمع اللبناني، لتقديم الرعاية والمساعدة الإنسانية، في تحدٍ واضح لكل الاعتداءات التي تهدد حياة المدنيين والعاملين في القطاع الصحي على حد سواء.