Beirut
19°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
بتحرق الضاحية منحرق حيفا
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
18
تشرين الأول
2024
-
11:21
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
تنذر الأجواء الراهنة بأن المواجهة العسكرية في تصاعد مستمر. فقد صعّد العدو من اعتداءاته خلال الساعات الماضية بوتيرة غير مسبوقة على كافة الأراضي اللبنانية. وأخذ مشروعه يتوضّح أكثر في ضوء عمليات القصف التي يشنها على قرى في البقاع الشمالي. إضافةً إلى العمل على تهجير ما تبقى من أهالي البقاع، بهدف يبدو مرتبطاً بربط هذا الملف بملف آخر متعلق بتهجير أهالي الجنوب، لاستخدامهما لاحقاً في ما يسمى “تحقيق شروط توفير الظروف الآمنة لعودة المستوطنين إلى الشمال”، أي ضمن التسوية السياسية.
يعمل العدو بوضوح على مأسسة حصار بري على المقاومة، من خلال تعمّد قصف المعابر التي تستخدمها المقاومة عادةً لتأمين إمداداتها. لا بد هنا من طرح علامة استفهام حول أبراج المراقبة التقنية البريطانية المنتشرة على الحدود الشمالية ودورها في ضوء التطورات الأخيرة.
يبدو أن العدو تجاوز مسألة قصف ما تسمى بـ”الأهداف العسكرية” المزعومة، إذ بات نشاطه يشمل ضرب مواقع تخزين مؤن جهّزتها المقاومة سابقاً لتوفير إمدادات للأهالي الصامدين في القرى، مما أعاق بشكلٍ واضح توفير المساعدات وأجهز على الكثير منها. يبدو أن العدو الذي يسيطر على سماء لبنان قد بدأ بتطبيق حصار جوي يمتد ليشمل البقاع بشكل واضح.
في الوقت نفسه، لا يجوز التعامل مع قصف المعابر على أنه مجرد محاولة لمحاصرة المقاومة أو قطع خطوط إمدادها أو عزل الجنوب عن البقاع. يبدو أن الموضوع أكبر من ذلك. فقد تلقت وزارة الأشغال العامة وجهاز أمني تحذيراً بعدم المضي في إصلاح طريق معبر “المصنع” الحدودي مع سوريا، الذي تعرض لغارة أدت إلى خروجه عن الخدمة. وفُهم أن الولايات المتحدة أنذرت جهات عدة بضرورة عدم فتح الطريق، لأن إسرائيل لن تسمح بذلك وستقوم باستهداف أي آلية أو أشخاص يعملون على إعادة فتحه أو الطرقات المرتبطة بالمعابر التي تتعرض للقصف.
تلك الأجواء تشير إلى احتمال وجود أسباب أخرى تتضح في مجال معين. العدو يقوم منذ أيام بما يشبه “تمهيد ناري” من خلال قصفه الواسع في البقاع، وتحديداً باستهداف نقاط عسكرية في أعالي الجرود. ربما يقوم بذلك لأهداف عسكرية أو أمنية، كتوفير مناخات لتنفيذ إنزالات معينة، أو ربما ما هو أبعد من ذلك. هناك معلومات تشير إلى تحرّكات عسكرية على مقلب الحدود السورية، تحديداً في المناطق التي تنشط فيها المجموعات المسلحة.
بموازاة ذلك، تستمر المقاومة في الارتقاء بمشروعها، حيث سجلت خلال الأيام والساعات الماضية محاولات جدية في هذا الصدد. فقد أطلقت نيرانها باتجاه مناطق في عمق إسرائيل، وأجرت مناورة حاكت بالنار إمكانياتها واستعدادها لتوسيع عمق القصف ونوعية الذخائر التي تستخدمها. يُلاحظ أن المقاومة تعمل وفق آلية لـ”تنظيم استخدام الذخائر”، بمعنى أنها تتدرج في الاستخدام بما لا يسمح باستخدامها بناءً على ردود فعل عاطفية، بل وفق إدارة منظمة تجعل من كل استخدام هدفاً حيوياً للمقاومة. ستستمر هذه الاستراتيجية إلى أن تتمكن المقاومة من فرض الشروط على العدو “تحت النار”، لإلزامه بالتراجع عن توسيع الاستهدافات أو لدفعه إلى التنازل من خلال استخدام المزيد من الأوراق في معادلة “إيلام العدو”.
تأتي هذه التحضيرات في ظل تحذيرات دبلوماسية صادرة عن قوى فاعلة في محور المقاومة. بحسب معلومات “ليبانون ديبايت”، تم إرسال تلك التحذيرات بسرعة إلى دول غربية عبر السفارة الفرنسية في بيروت. التحذيرات تفيد بأن إقدام العدو على تنفيذ تهديداته بإحراق بيروت أو ضاحيتها الجنوبية سيقابَل بتوسيع المعركة، ودخول أطراف جديدة إليها بطريقة مختلفة، بما في ذلك الرد بإحراق حيفا وتل أبيب. المعاودة لارتكاب مجازر واسعة النطاق في بيروت ستُرد بمجازر مماثلة في حيفا أو تل أبيب أو صفد. وفهم أن التطرق إلى هذه العناوين يرمي إلى تحقيق توازن في مسألة استهداف العمق اللبناني أو العاصمة اللبنانية، لما تمثله.
بالفعل، وفي ضوء هذه التهديدات، قلّل العدو الإسرائيلي من استهدافاته لبيروت أو لضاحيتها الجنوبية. مرت حوالي 6 ليالٍ دون غارات، مع استمرار التحليق الاستخباراتي عبر المسيرات. لإظهار مزيد من الجدية، عبرت الولايات المتحدة عن موقفها الرافض لاستهداف بيروت، وأبلغت الحكومة اللبنانية بأن واشنطن أوضحت لتل أبيب أنها تعارض استئناف الغارات على بيروت. ونقلت الالتزام بخفض التصعيد. مع توزيع الأميركيين لهذه الرسائل، تعاملت الحكومة اللبنانية بنوع من النشوة ووزعت رسائل إلى وسائل الإعلام، وأطلقت تصريحات تؤكد التزام العدو بتجنب قصف بيروت، رغم أن مصدراً حكومياً أكد لـ”ليبانون ديبايت” عدم توفر ضمانات أميركية أو غربية جادة، بل كانت مجرد رسائل شفهية.
ومع تفاعل هذه التصريحات في تل أبيب، واستنكار وزراء وأعضاء في الكونغرس من اليمين المتطرف لمثل هذه التصريحات، مطالبين حكومة بنيامين نتنياهو بإيضاحات، عاد الأخير إلى تفعيل الإنذارات. ما لبث سلاح الجو أن جدّد عمليات القصف، حيث استهدف صباح يوم أمس الأول مبانٍ سكنية في محيط منطقة الشورى في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، لتأكيد أنه غير ملتزم بأي مندرجات “خفض التصعيد” في لبنان. لكن بقيت الغارات دون جدوى عسكرية تذكر، باستثناء إيصال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، إذ عاد العدو للالتزام بـ”تحييد” الضاحية عن عمليات القصف التي طالت نواحٍ عدة في الجنوب والبقاع أمس.
ورغم أن الغارات التي شنها العدو في حارة حريك اتسمت بالعنف، فإنها لم تخرج عن السياق الذي يمارسه العدو منذ مدة، أي تجنب استهداف المدنيين داخل الضاحية الجنوبية، مما فهم منه أنه نتيجة لتلك المعادلة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا