"ليبانون ديبايت"

سعي أممي حثيث لمنع عودة السوريين إلى بلادهم تحت حجة معارضتهم للنظام، ولكن الحرب الإسرائيلية التي فرضت تهجيراً للبنانيين وبالتالي للسوريين من مختلف مناطق الاستهداف دفعت هذه المنظمات لتأمين مخيمات لهؤلاء دون سواهم من النازحين، فلجأت لإستطلاع الأراضي التي يمكن بناء المخيمات عليها وتحديداً في منطقة عكار.

فماذا طلبت من مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، وبماذا أجابها؟

تكشف مصادر دار الفتوى، أنه "قبل بدء الحرب والعدوان المباشر على لبنان زارت منظمات أممية المفتي زكريا، أبلغته أنها تستعد للحرب وهدفها تأمين مراكز إيواء للنازحين بفعل الاعتداءات المحتملة، ومن أجل ذلك تقوم بدارسة المدارس والأماكن والاراضي التي من المحتمل أن تشكل مكاناً لإقامة مخيمات لهؤلاء النازحين عليها، فرحب المفتي بالفكرة التي فهم أنها تشمل كافة النازحين وانتهى الأمر عند هذه النقطة".

وتلفت المصادر، إلى أن "المفتي تلقى اتصالًا من مسؤول حكومي يقول له: أنا أجلس الآن مع إحدى المنظمات الأممية، وأبلغوني أنه لديك أراضٍ للأوقاف في عكار يمكن الإستفادة منها لإقامة مخيمات للاجئين السوريين، عندها استغرب المفتي هذا الكلام، وشدد له على أن هذه المنظمات لم تطرح إقامة مخيم للاجئين السوريين بل إقامة مخيمات لكافة النازحين من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وحتى من الجنسيات الأخرى، لا سيما الخدم الذين تشردوا بفعل الحرب".

لكن المسؤول أكد للمفتي، أن "المنظمات أبلغته بأن ما طرحته هو إقامة المخيمات المنوي إقامتها هي للاجئين السوريين في لبنان، عندها أكد المفتي على 3 أمور جوهرية:
- أنه لم يسمع هذا الكلام منهم أبداً، واستغرب تركيزهم على تأمين اللاجئين السوريين دون غيرهم.
- لا يمكن البت بأمر كهذا بدون العودة إلى المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى.
- لدى الدولة الكثير من الأراضي الخالية ، فلماذا لا تقدمها بدلا من مطالبة الأوقاف تقديم أراضيها، لا سيما أن الدولة تستطيع إزالة المخيمات ساعة ما تريد عن أراضيها.

وتشدد المصادر، على أن "الكلام مع المنظمات الأممية التي زارت المفتي، كان عن عموم النازحين وتم تحوير كلامه".

وتلفت المصادر، إلى أن "دار الفتوى لن تقبل أيضاً بطرح كهذا"، منبهةً أن "إقامة مخيمات للاجئين السوريين دون غيرهم قد تؤدي إلى فتنة، لأن اللبناني يعتبر أنه أولى بإقامة مخيمات له من اللاجئ السوري".