Beirut
27°
|
Homepage
بحثٌ جدي... خياران إسرائيليان للرد على الهجوم الإيراني
المصدر: الحرة | الخميس 03 تشرين الأول 2024 - 8:38

بالتزامن مع مرور عام على اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، دخلت التوترات في الشرق الأوسط مرحلة هي الأقرب إلى حرب إقليمية شاملة، خصوصا بعد هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل الثلاثاء، وهو الثاني في غضون ستة أشهر، وترقب العالم والمنطقة تحديدا لرد هددت إسرائيل بأنه سيكون مدمرا.

الوزير الإسرائيلي السابق شمعون شتريت، وهو عضو سابق أيضا في الكنيست قال في حديث الى قناة "الحرة" الأربعاء، إن القيادة الإسرائيلية تتباحث بجدية حول مدى التصعيد الذي يجب تبنيه في المرحلة المقبلة.

ويضيف"يبدو أن هناك تيارا قويا داخل القيادة الإسرائيلية يميل نحو تبني ردود عسكرية أشد، خاصة مع استمرار دعم إيران لحلفائها الإقليميين، مثل حزب الله وحماس".


في المقابل، هناك أيضا من يدعو إلى ضبط النفس والتفكير بحذر قبل اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. وهذا الموقف يبرز بشكل خاص في ضوء المخاوف الأميركية والدولية من التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران.

وأطلقت إيران الثلاثاء نحو 200 صاروخ على إسرائيل، اعتبرته "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، والأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، والقائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، عباس نيلفوروشان، الأسبوع الماضي، بضربة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت إسرائيل إن دفاعاتها الجوية بمساعدة حلفاء اعترضت معظم الصواريخ، لكن بعضها اخترقت نظام الدفاع الجوي.

ووصفت إسرائيل الهجوم بأنه "الأكبر والأعنف" ضدها، لكن دون الإعلان عن سقوط ضحايا. ويعد هذا الهجوم الثاني الذي تستهدف فيه إيران بشكل مباشر إسرائيل، بعد أن هاجمتها بصواريخ ومسيّرات في نيسان الماضي، "ردا" على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا.

من جانبه، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طهران بـ"دفع الثمن"، معتبرا أنها ارتكبت "خطأ جسيما".

وتطرق شتريت إلى الخيارات المطروحة أمام القيادة الإسرائيلية للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الكبير على إسرائيل، معتبرًا أن الخيار الأول هو معاقبة إيران بشكل يخلق نوعا من الردع الفعّال بعد الهجوم الأخير.

وقال شتريت: "في نيسان الماضي، اختارت إسرائيل الرد بشكل رمزي على الهجوم الإيراني، ولكن الآن هناك قرار بألا يكون الرد رمزيا كما كان في السابق".

ويأتي هذا الاتجاه بحسب شتريت في سياق تعزيز الردع الإسرائيلي ضد طهران وضمان عدم تكرار الهجمات الصاروخية.

والخيار الثاني هو استهداف المصالح الاستراتيجية الإيرانية، مثل المنشآت الاستراتيجية في مجالات الطاقة والبيئة، والتي ستكون خطوة أكثر تصعيدا.

إلا أن شتريت استبعد هذا الخيار على المدى القصير، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، والتي أبدى فيها تحفظا تجاه استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد شتريت أن "إسرائيل ترى أن إيران لا تقتصر على التهديد اللفظي فحسب، بل تدعم بقوة حزب الله وحماس والحوثيين، مما يشكل تهديدا مستمرا لإسرائيل".

وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، الأربعاء، إن العواقب التي ستواجهها إيران بسبب أفعالها ستكون "أعظم بكثير مما كانت تتخيله" بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته على إسرائيل الثلاثاء.

يشير تحليل نشرته شبكة "سي أن أن" الأربعاء، إلى أن إسرائيل إذا قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية الحيوية في البلاد، فإن هذا سيكون بمثابة التصعيد إلى أعلى مستوى.

وتقول الشبكة إن مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة، قد تنضم إليها أطراف أخرى، مما يزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط.

وحذر الخبير العسكري، الباحث في مؤسسة أولويات الدفاع، دانيال ديفيس في حديث الى قناة "الحرة" الأربعاء، من العواقب المترتبة على الانخراط الأميركي المباشر في النزاع في الشرق الأوسط.

ويعتبر شتريت أن "إيران هي من أشعلت الحرب في المنطقة على مدار السنوات الماضية، ولذلك إسرائيل لديها مبرر للنظر في رد فعل أكثر تصعيدا".

لكنه أشار إلى أن "مثل هذا القرار يجب أن يتم بالتشاور مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الجنود والمعدات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط".

في المقابل، يرى الباحث الإيراني في الشؤون الإقليمية والدولية حكم أمهز أن "إيران لا تسعى إلى إشعال حرب، بل أن هجومها الأخير على إسرائيل جاء كرد فعل على ما وصفه بـ"انتهاك إسرائيل للسيادة الإيرانية".

وأشار أمهز في حديث الى قناة "الحرة" الأربعاء إلى أن اغتيال إسماعيل هنية في الأراضي الإيرانية كان "انتهاكا صارخا للقوانين الدولية"، مما أعطى لإيران حق الرد المشروع بموجب هذه القوانين.

وأكد أمهز أن الهجوم الإيراني كان مجرد "رد فعل وليس فعلا"، معتبرا أن كل ما يجري في المنطقة هو نتيجة "أفعال دولة الاحتلال".

وأضاف: "إيران لم تبدأ بالتصعيد، لكنها تستجيب للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في المنطقة، سواء في سوريا أو العراق أو لبنان".

ويرى أمهز أن القانون الدولي يدعم موقف إيران، ويمنحها الحق في معاقبة المعتدين الذين ينتهكون سيادتها.

ويشدد تحليل "سي أن أن" على أن القرارات التي ستتخذها القيادة الإسرائيلية في الأيام المقبلة ستحدد إلى حد كبير مسار الأحداث في المنطقة، سواء نحو تهدئة محتملة أو تصعيد يقود إلى حرب شاملة.

لكن التحليل يشير إلى أن العامل الحاسم في هذا الصراع هو إلى أي مدى ستذهب الولايات المتحدة في دعم إسرائيل.

وتوعدت إدارة بايدن أيضا إيران "بعواقب وخيمة"، وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، في إفادة صحفية في واشنطن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "ستعمل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك".

ولم يحدد سوليفان كيف ستكون هذه العواقب كما لم يحث إسرائيل على ضبط النفس كما فعلت الولايات المتحدة في نيسان عندما نفذت إيران هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.

وتقول الشبكة إن ما يجعل الموقف الأميركي غامضا هو التوازن الذي تسعى واشنطن للحفاظ عليه في المنطقة، إذ ترغب في دعم حليفتها إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تحاول تجنب إشعال حرب إقليمية قد تتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر.

وعبر ديفيس في حديث الى قناة "الحرة" عن اعتقاده بأن النية الإسرائيلية تتمثل في جلب الولايات المتحدة إلى جانبها، وهو ما يتطلب من واشنطن أن تكون واضحة في مواقفها.

"على أميركا أن تقول بوضوح إنها لا ترغب في خوض حرب إلى جانب إسرائيل"، يقول ديفيس.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
أزمة جديدة تطل برأسها... ماذا طلب هؤلاء من النازحين؟! 9 إعلام إسرائيلي يكشف ملابسات الخسارة في أول معركة برية مع حزب الله 5 "تشييع نصرالله يوم الجمعة"... إعلام إسرائيلي يكشف! 1
إسرائيل تستخدم سلاحًا محرمًا في غارة على الباشورة 10 بالفيديو: إسرائيل تنشر مشاهد أولية لعمليات الكوماندوز والمظليين في الجنوب 6 بالفيديو: مشاهد "مثيرة للجدل" من داخل غرفة عمليات الحرس الثوري 2
"ضربة" تُسرّع التفاوض 11 مقتل أوّل ضابط إسرائيلي في عملية التسلّل... إليكم هويته! 7 صور حطام صواريخ الهجوم الإيراني على إسرائيل تكشف "المستور" 3
للمرة الأولى... غارة "عنيفة" على القاعدة العسكرية الروسية في سوريا (فيديو) 12 "إنفجارٌ ضخمٌ" يهزُّ دمشق إثر إستهداف إسرائيلي (صور) 8 "الأمن" يُلقي القبض على مروّج رسالة مفبركة لإخلاء بلدات جنوبية 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر