"ليبانون ديبايت"

أثار البيان الصادر عن أمانة سر بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية الجدل بين اللبنانيين حول الرعاية المنوطة بزعماء الطوائف اللبنانية لرعاياهم، حيث أثبتت بطريكية السريان أنها أكثر مسؤولي الطوائف حرصاً على أبنائها وتعليمهم وتأمين الرفاهية لهم.

هي ليست بسابقة للبطريركية ولكنها تخرج للمرة الأولى إلى العلن، فقد أعفى البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان جميع الطلاب السريان من الأقساط للعام الدراسي القادم 2024 -2025، للسنة الخامسة على التوالي، في مدرسة ليسيه المتحف - بدارو - بيروت، ومدرسة دير الشرفة - درعون - حريصا، إضافة إلى تحديد أسعار مدروسة لباقي الطلاب من مختلف الطوائف، على أن تقوم البطريركية بتسديدها كاملة لإدارة المدرستين، بإستثناء رسم التسجيل والقرطاسية.

والجدلية التي خلفها البيان اليوم تتعلق بتقاعس البطريركية المارونية عن القيام بهذا الأمر للطلاب الموارنة في مدارسها، كما شكل سؤالاً كبيراً عن الطوائف الإسلامية التي لم تبادر أيضاً إلى خطوة مماثلة إن عند الطائفة السنية ممثلة بدار الفتوى أو الطائفة الشيعية ممثلة بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أو عند طائفة الموحدين الدروز ممثلة بدار الطائفة الدرزية.

في هذه الطوائف جميعاً الكثير من الفقراء والمحتاجين، وأفضل السبل لمساندة هذه الفئات المهمشة هي من خلال التعليم، أقله في المدارس الدينية التابعة لهم على غرار ما فعل البطريرك يونان.

وهي ليست بهبة منهم بل هي حق لأبناء هذه الطوائف من إيرادات الأوقاف التي لا يعلم أحد أين تذهب وكيف تصرف، وأفضل طريقة لصرفها اليوم هي بمساندة أهالي الطلاب الفقراء من أبناء طوائفهم.

كما أن الزكاة أو الخُمس أو الصدقات أو الهبات من المغتربين، يجب أن تكون أساساً لدعم تعليم أولاد الفقراء في مدارسهم.

متى سترتقي بقية الطوائف إلى مستوى الطائفة السريانية في النظر إلى أهمية العلم والعدالة التعليمية، بين أبناء الطائفة الواحدة؟