"سبوت شوت"

مستلهمين الألعاب الأولمبية التي أقيمت في باريس، لعب بعض الشباب الفلسطينيين كرة القدم ضد بعضهم البعض في مدرسة تؤوي النازحين في قطاع غزة الذي مزقته الحرب، وهو أمر يعدّ إلهاء عن القصف الإسرائيلي المدمر.

ومع أنظار العالم نحو المسابقات في فرنسا، لا يوجد مجد أو جائزة للفريق الفائز في الجيب الصغير الفلسطيني الذي دمره هجوم إسرائيلي بدأ بعد أن شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجومًا عبر الحدود في 7 تشرين الاوّل.

وجد اللاعبون تحت الأنقاض الكأس التي كانوا يبحثون عنها وهو شيء يمنحهم ولو القليل من الشعور بالإنجاز في فوضى الحرب.

وكان ذلك بمثابة تذكير مؤلم بأن غزة قد تستغرق سنوات للتعافي من سفك الدماء.

وقال أبو سيف، أحد منظمي مباريات كرة القدم في غزة، حيث يرتدي اللاعبون اللون الأحمر: "العالم كله يشاهد الأولمبياد ومتحمس لها، وأتمنى أن ينظر إلينا العالم في قطاع غزة".

وأضاف، "كل ملاعبنا دمرت، كل أنديتنا دمرت، ترى الكرة التي نلعب بها، كرة قديمة جداً في الملجأ".

ولطالما كان على قطاع غزة الفقير أن يتعامل مع سوء المرافق الرياضية ودمرت الحرب كل شيء من حلبات الملاكمة إلى ملاعب كرة القدم الوعرة والمتربة، لكن روح الرياضيين لم تنكسر حتى مع تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين الذين تضرروا من الحملة العسكرية الإسرائيلية بـ39 ألف شخص، وفقا للسلطات في غزة.

وقال مصطفى أبو حشيش، أحد المشاركين في البطولة: "نحاول إقامة أنشطة رياضية في هذه المدرسة، نحاول تغيير واقع الحياة الذي نعيشه وترفيه الناس والأطفال قدر الإمكان".

ويركز العالم أنظاره على القتال في غزة منذ أن هاجمت حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وبصرف النظر عن محاولتهم العثور على مكان آمن للاختباء من القصف، يواجه الفلسطينيون أيضًا أزمة إنسانية مع نقص الغذاء والوقود والمياه والدواء مما يسبب لهم المعاناة كل يوم.

ويعيش سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية، ويقول الفلسطينيون الذين انتقلوا صعودا وهبوطا في غزة خوفا إنه لا يوجد مكان للاختباء من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وفي 10 تموز، سقط صاروخ إسرائيلي على مخيم في جنوب غزة بينما كان النازحون يتجمعون هناك لمشاهدة مباراة لكرة القدم في إحدى المدارس، بحسب شهود عيان، ومن جهتها تزعم إسرائيل أنها تبذل قصارى جهدها لتجنب قتل المدنيين.